تواصل قوات سعودية عملية اجتياح “حي المسوَّرة” في العوامية لليوم الثاني على التوالي، ولأن القوات الغازية لم تحقق أهدافها العدوانية كما كان مخططاً، وقع الشقاق بين قادة الهجوم وجنود الاجتياح.
تقرير رامي الخليل
اجتياح بكل ما للكلمة من معنى، هكذا يمكن وصف عدوان قواتٍ سعودية ضد أهالي “حي المسوَّرة” في العوامية. قوات أمن آل سعود التي احتشدت من 4 أجهزة أمنية أبرزها قوات الطوارىء والحرس الوطني، أوكل إليها مهمة هدم منازل الحي خلال مدة زمنية لا تتخطى 8 ساعات، وهي مهمة أفشلها صمود الأهالي حتى الان.
وذكرت مصادر خاصة لـ”نبأ” أن واضعي خطط الاجتياح أصيبوا بخيبة أمل كبيرة نظراً لفشل المخطط، وقد نشبت مشادات ساخنة بين الأجهزة الأمنية، تُرجِّح المصادر أنها بين قادة من قوات الطوارئ وآخرين من الحرس الوطني، وقد وصل بهم الأمر بأن طالبت القوات الموجودة على الأرض المخططين بالنزول إلى الحي والحلول مكانهم في مهمة الهدم.
أنبأت حال الشقاق التي وقعت بوجود انهيارات معنوية بين أفراد القوات الموجودة على الأرض. وفي محاولة لترميم تلك الانهيارات، تم الاتفاق على التراجع مرحلياً إلى خارج “المسوَّرة” والاستعاضة عن ذلك بحصار العوامية بشكل كامل، فضلاً عن سحب المعدات والآليات المعطوبة، على أن يتم ذلك بالتزامن مع حرب نفسية تُنفَّذ ضد الأهالي لتقدير مستوى صمودهم.
هذه المعلومات المستقاة من الداخل أكدتها حملة إعلامية شرسة، إذ انتشرت الصور والفيديوهات التي يسربها عناصر الـمن للتباهي بإجرامهم ضد أهل العوامية، وهم لم يترددوا بذلك عن التحريض الطائفي، ولإن أكدوا امتلاكهم الصلاحيات الكاملة لما أسموه باللعب داخل العوامية كيفما يشاؤون، فإن صمت الرياض عنهم يُظهر طبيعة الأفكار التي تحكم تعاطيها مع أهالي البلدة.
لا يزال الاجتياح يتسبب بالمزيد من الأضرار الفادحة إن بشرياً باستشهاد الشاب علي عبد العزيز ابو عبدالله إضافة إلى وقوع عشرات الجرحى، أو عبر حرق منازل السكان وتدميرها فضلاً عن العبث وتخريب الممتلكات الخاصة، وفيما أصيب الغزاة بخيبة كبيرة رافقت تعثر مهمتهم في مراحلها الاولى، يبدو من حجم التحشيد العسكري في محيط العوامية أن الرياض تعد العدة للبدء بمرحلة جديدة في مسلسل العدوان المستمر ضد أهالي “حي المسوَّرة”.