بعد فشل هجومها على “حي المسوّرة”، تنتقم القوات السعودية من بلدة العوامية بأكملها، وتفرض حصاراً مشدداً على منافدها.
تقرير محمود البدري
يعيش أهالي العوامية في القطيف شرق المملكة حالة من الرعب، بعد أن تحولت البلدة إلى ما يشبه ساحة حرب حقيقية.
ليست الأحياء المجاورة لـ”حي المسوّرة” أفضل حالاً، إذ تفرض القوات السعودية حصاراً مشدداً على كامل العوامية، وأغلقت جميع منافذها بالحواجز الخرسانية الصلبة حتى تلك التي تربطها بالقرى المجاورة. واستخدمت قوات السلطة المدرعات والمروحيات العسكرية، لاستكمال الحصار.
دفع شغف السلطة السعودية بالقتل وتعطشها للدماء إلى الاستمرار في هجومها الدموي لليوم الثاني بعد فشل هجوم فجر الأربعاء 10 مايو/أيار 2017 على “حي المسوّرة” في تحقيق أهدافه، وإعطاب الآليات التي كانت تحاول هدم منازل المواطنين في الحي، فأقدمت القوات السعودية على الانتقام من العوامية بأكملها.
أحرقت المنازل والمحال التجارية وسيارات المواطنين، وحتى الحوزات الدينية لم تسلم من إجرامها. وعلى الرغم من الإصابات التي طالت المواطنين، وبينها كبار السن، إلا أن القوات الأمنية ماضية في الحصار، وتمنع “هيئة الهلال الأحمر” والمستشفيات القريبة وشرطة الدفاع المدني من تلبية نداءات المواطنين وإسعاف الجرحى.
وجمدت العملية العسكرية الهمجية الحياة اليومية، فأغلقت المحلات التجارية، وامتنع الأهالي عن إرسال أبنائهم لأداء امتحانات نهاية العام الدراسي، فيما تعثر الموظفون في الخروج إلى أعمالهم.