أخبار عاجلة
مدرعة سعودية داخل إحدى الأحياء في العوامية خلال اجتياحها في مايو / ايار 2017

العوامية: يومان على الحصار.. ودعوات لنصرة الأهالي

بعد فشل مهمة هدم “حي المسوَّرة” التي بدأتها قوات سعودية قبل ساعات، ضربت قوات الاجتياح حصاراً مشدداً على العوامية، في خطوة جديدة لتكبيل وترويع الاهالي.

تقرير رامي الخليل

مَن لم يمت من أهل العوامية بالرصاص، تجهد الرياض لقتله عبر ممارسة سياسة التجويع ومنع المرضى من تلقي علاجاتهم، علماً أن جزءاً كبيراً من هؤلاء هم بحاجة لمراجعات طبية دورية، وما الاجراءات التي لجأت إليها الرياض لعزل البلدة عن محيطها باستخدام الحواجز الخرسانية، إلا مؤشراً على أن الحصار وإرهاب الدولة ضد المواطنين الآمنين سيستمر لمدة ليست بالقصيرة.

وأحكمت القوات السعودية حصار العوامية، فأغلقت الطريق الذي يربطها ببلدة صفوى شمالاً، كما تمركزت آلياتها العسكرية على الطريق الذي يصل إلى حي الناصرة شرقاً، وقطعت طريق السجن المؤدي إلى شارع أُحُد غرباً، وإلى الجنوب من العوامية، أقفلت نقطة تقاطع بلدة البحاري، فضلاً عن الطريق الزراعي المؤدي الى القديح.

ويخالف لجوء قوات الاجتياح إلى استراتيجية تجويع الأهالي وإضعافهم معنوياً صحياً واقتصادياً، أبسط قواعد حقوق الإنسان والقوانين الدولية، خاصة وأنها تُعد عقاباً جماعياً يطال حياة جميع السكان ويفرض قيوداً على حركتهم، ما يجعلهم يعيشون في بيئة معسكرات الاعتقال، كتلك التي اعتمدها النظام النازي في ألمانيا.

لم يوفر الحصار الذي تم تشديده في الساعات الماضية القطاع الصحي، فأقدمت قوات العدوان على إغلاق مستوصفين في العوامية، وقد تموضعت المدرعات أمام مداخلها، وفي هذا تلقى مستوصف مَضَر في القُدَيح بلاغات من عائلات في العوامية تقضي بضرورة إجلاء جرحى أصيبوا برصاص القوات السعودية، فيما لا تزال تلك القوات تمنع المسعفين من دخول البلدة.

ودفعت هذه الإجراءات العدوانية بتجار المواد الغذائية في العوامية إلى توزيع جميع المواد التي لديهم في المتاجر والمخازن على الأهالي مجاناً، كذلك تم جمع مساعدات غذائية للمحاصرين في “حي المسوّرة”، خاصة وأنه في ظل حظر التجوال المفروض عليهم فإنهم يتحاشون الخروج من منازلهم حفاظاً على أرواحهم.

أفشل صمود أهالي العوامية الممارسات العدائية للرياض، فيما أوجد الاجتياح حالة من التعاطف والتضامن الشعبي في عدد من مدن وقرى وبلدات وأحياء القطيف، وسط دعوات إلى إلغاء برامج الإحتفال بليلة النصف من شعبان، والابقاء على البرامج العبادية في المساجد والحسينيات والدعاء بالفرج لأهالي العوامية.