تطرّق موقع معهد “بروكنغز” الأميركي الى الزيارة المقررة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرياض، ذاكراً أن اللقاءات التي سيجريها ترامب “تشكل الفرصة النموذجية نحو تنفيذ وعده باستئصال الوهابية”.
تقرير عباس الزين
حاول ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مراراً، إظهار نفسه بصورة المحارب للتطرف الديني، زاعماً اتباعه خططًا هدفها التقليل من نسبة التشدد في المملكة، وذلك في سياق نيل رضا الإدارة الأميركية الجديدة.
لم تنطلِ مزاعم بن سلمان على الإعلام الأميركي، الذي لم يرَ أي اختلافٍ جوهري وعملي يطبّق بيّن ابن سلمان وغيره من حكّام السعودية، يستدعي أي رهانٍ من قبل ترامب عليه. فقد تحدث موقع “بروكنغز” عن النهج المتشدد والمتعصب المعروف بـ”الوهابية” والمنتشر في المملكة، والذي أدى إلى تغذية التطرف العالمي، وساهم في زيادة الإرهاب.
وذكر ويليام ماكانتس، الكاتب في “بروكنغز” المختص بموضوع الفكر المتطرف والإرهاب، إن السعودية ومنذ تأسيسها في حقبة العشرينيات أنفقت مليارات الدولارات لنشر نموذجها المتشدد، مشيرًا في الوقت عينه الى ان “ملحقي الشؤون الدينية” في السفارات السعودية بالخارج، يكلفون بالترويج للوهابية، في مختلف الدول”.
واستشهد ماكانتس بالتقرير السنوي الأخير الصادر عن اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، والذي ورد فيه أن أمام السعودية مسيرة طويلة في معالجة هذه الظاهرة، منبهًا من أنه وعلى الرغم من صدور تقارير جديدة بأن الجيل الجديد في القيادة السعودية سيكون أكثر جدية حيال وقف الترويج “للتعصب الديني”، فإن النسخ الحديثة من الكتب المدرسية السعودية لا تزال تعلم الكراهية تجاه الآخرين.
وبحسب للكاتب، فإن الكتب المدرسية السعودية “هي التي تستخدم في التعليم بالمدارس التي يديرها “داعش”، موضحاً أن “أغلب الجماعات المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة تتبنى شكلاً من أشكال الوهابية”.
ورأى الكاتب الأميركي أنه “من غير المرجح أن يطرح ترامب هذا الموضوع مع الملك سلمان بن عبدالعزيز”، مضيفًا بأن “دبلوماسيي وجنرالات ترامب يعتقدون أن الشراكة الأميركية مع السعودية مسألة أساس”، مستبعداً أن يضغط هؤلاء على السعوديين “خوفاً من أن تتدهور العلاقات، التي اصلاً شهدت تدهوراً في حقبة الرئيس السابق باراك أوباما”.