السعودية/ نبأ- تواصل السلطات السعودية حملتها العسكرية على حي المسورة لليوم الثالث على التوالي، إذ عمدت الى القاء قذائف الآربي جي والقنابل الحارقة على منازل المدنيين، كما استهدفت بالرصاص الحي سيارة أحد المواطنين وسط أنباء عن استشهاده.
شهود عيان أشاروا إلى تصاعد أعمدة الدخان من منازل المواطنين، فيما عمدت قوات الأمن بمساندة من فرق الجيش والحرس الوطني وقوات المهمات الخاصة الى استقدام جدران أسمنتية بهدف محاصرة البلدة.
وقد أدى الهجوم إلى شلّ الحركة في المسورة فيما أغلقت المستوصفات والمدارس أبوابها.
وفي ظل الاجتياح والحصار والعدوان الذي تتعرض له بلدة العوامية، ألغت بلدات ومدن القطيف مظاهر الاحتفال بذكرى ولادة الإمام المهدي المنتظر "عج"، واستبدلتها ببرامج دينية عبادية.
مكتب الشيخ عبد الكريم آل حبيل، وموكب الشهداء في بلدة الربيعيه، أعلنا اعتذارهما عن إقامة الاحتفال الجمعة، فيما أعلنا عن الابقاء على البرنامج العبادي والدعاء لفرج المؤمنين والمؤمنات في العواميه.
من جهتها، أعلنت لجنة الكوثر للاحتفالات الدينية في بلدة القديح اعتذارها أيضاً عن إقامة احتفالها هذه الليلة، مبقية على البرنامج العبادي.
وتعليقا على التطورات، أكدت "المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان"، أن السلطة السعودية تقود عملية عسكرية في العوامية وترهب عشرات آلاف المدنيين وتخالف مطلب الأمم المتحدة بهدم حي المسورة التراثي.
المنظمة أشارت الى أن المداهمة الحالية تأتي في سياق مداهمات متزايدة، لافتة الى أن السعودية توظف مصطلح مكافحة الإرهاب بشكل يخالف المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، لتغطية الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها تجاه المطلوبين والمواطنين بشكل عام.
وأكدت أن معالجات السلطة السعودية الأمنية التي تخالف القانون الدولي، تزيد من حدة الانتهاكات والخسائر البشرية والمادية، في ظل عدم وجود أي إمكانية لمقاضاة المتسببين بهذه الانتهاكات في الداخل، وفي ظل سياسة إفلات من العقاب، وحماية العناصر الأمنية، التي تنتهجها وزارة الداخلية.
من جهته، أكد رئيس المنظمة الأوربية لحقوق الإنسان الناشط "علي الدبيسي"، أنه لا يوجد تبرير في القوانين العادلة لترهيب السعودية لـ 30 ألف نسمة بالعوامية بحجة الإرهاب.
وبدوره، رأى الباحث السياسي والكاتب في الشؤون السعودية الدكتور فؤاد إبراهيم، إن النظام السعودي يقوم بعملية عزل تام لمدينة العوامية عن بقية البلدات في نيّة واضحة لارتكاب جريمة كبرى، مؤكداً أنه لابد من التحرّك وإيصال الصوت لكل العالم وأردف متسائلا في أي شريعة تكون استباحة مدينة كاملة ذات 30 ألف نسمة بدعوى ملاحقة مطلوبين وفي أي شريعة يصبح إطلاق الرصاص والقنابل عشوائيا مباحا داخل المدينة.
إلى ذلك علق الكاتب السعودي علي الغراش، بأن العوامية بحاجة إلى إرادة الحوار بعيدا عن لغة الرصاص والعنف والقتل والتدمير.