تحرك انفصالي متسارع في الجنوب اليمني يعكس خلافا بين طرفي ما يسمى بعاصفة الحزم الرئيسيين، أي السعودية ودولة الإمارات، ويؤكد ان القنوات بينهما فيما يتعلق بالتنسيق في الجنوب شبه مسدودة، رغم بيانات النفي المتواترة.
تقرير شيرين شكر
بحبال المصالح السعودية الإماراتية يتأرجح اليمن على شفير التقسيم.. وكأنه كعكة تريد كِلا الدولتان أن يكون لها حصة الأسد فيها وبعد الفشل بتحقيق انتصار على الحدود وفي القلب اليمني، انتقل الصراع نحو الجنوب.
سنتان مرت على ما سمي بعاصفة الحزم أوصلت الإمارات الى التخلي عن الشرعية التي زعمت حمايتها وتحقيقها .
وبعد الخلاف الواضح المخفي بين الرياض وابو ظبي والذي انعكس على علاقة آل زايد بالرئيس اليمني المتراجع عن استقالته عبد ربه منصور هادي، حدث تطور على درجة كبيرة من الأهمية، تظهره الدعاية الإماراتية على أنه انتصار لدورها وترسيخ له قبالة عدوها التاريخي حزب "الإصلاح" الإخواني المدعوم من السعودية، وأشار البعض انه حدث ربما يضع حجر الأساس لقيام دولة الجنوب اليمني رسميا.
ومساء الخميس، أعلن عيدروس الزبيدي وهو رجل الإمارات في عدن المفصول على يد رجل السعودية عن تشكيل "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي سيكون حكومة "موازية" أو "بديلة" تدير المحافظات الجنوبية.
كما أعلن هاني بن بريك نائباً للرئيس الذي كان وزير دولة في حكومة هادي، وبذلك يكون الرجلان قد أعادا إنتاج نفسيهما من جديد، علماً بأنه لاحقت عيدروس الزبيدي في أثناء إدارته محافظة عدن تهم الفساد والرشوة وبيع الأراضي العامة وسوء الإدارة وعدد من القضايا الأخرى.
أما عبد ربه منصور هادي أعلن في بيان صدر من العاصمة الرياض، أنهم يرفضون بشكل قاطع ما سمي بتشكيل مجلس انتقالي جنوبي يمثل الجنوب إلا أن رفضه لم يغير شيء في حين أن الإمارات تقف علانية خلف الحراك الجنوبي وتعزز فكرة انفصال الجنوب اليمني يوما بعد يوم.
وبالتزامن وقبل أربعة أيام من من القمة السعودية الأمريكية في الرياض أعلنت أبوظبي زيارة مفاجئة لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة ، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولين في ادارته، مما رجح ان تكون مسألة الاعتراف بحكومة "الرئيس" عيدروس الزبيدي اليمنية الجنوبية المستقبلية أحد أبرز القضايا على أجندة مباحثاته.