تقرير رامي الخليل
مضت 3 أيام على بدء الاجتياح السعودي لبلدة العوامية، تخطت عمليات الهدم التي كان متوقعاً أن تنتهي خلال ساعات كل التوقعات، وتحولت إلى حرب بكل ما للكلمة من معنى، وما ارتفاع الجدران الخرسانية في محيط البلدة وعزلها عن بقية البلاد، إلا دليلاً على وجود مخطط أسود يترصد بأبناء العوامية.
لم تتوانَ القوات السعودية التي لا تزال تمارس إرهابها عن استهداف كل من يتحرك في العوامية، ولإن أحبطت مساعٍ أهلية تهدف لتحييد المدنيين العُزَّل، فتحت نيران مدرعاتها على المواطنين في سياراتهم، مما أدى إلى استشهاد الشاب علي عقاقه من بلدة أم الحمام، أثناء توجهه إلى منزل خطيبته في العوامية، قبل أن تصدم بمدرعاتها سيارته وتجرفها.
لم توفر قوات الاجتياح صغيراً ولا كبيراً في استهدافاتها، وقد أُعلن اليوم استشهاد الطفل جواد مؤيد الداغر البالغ من العمر عامين فقط، وهو قضى مساء الخميس 11 مايو/أيار 2017 برصاص القوات السعودية أثناء دخول سيارة عائلته الاحسائية إلى البلدة للمشاركة في إحياء ليلة النصف من شعبان، كما استشهد الشاب الهندي حيدر، والذي كان أصيب الأربعاء 10 مايو/أيار 2017 برصاص المدرعات.
لم تجد وحشية قوات النظام لها حداً، وقد استخدمت آليات ثقيلة وطائرات مروحية في هجومها، وأطلقت قذائف “آر بي جي” على المنازل كما استهدفت خزانات المياه، في خطوة توحي برغبة قتل الأهالي ولو عطشاً. وبينما لم تسلم المساجد من عمليات القصف، تم استهداف مسجد السيد محمد في “حي المسوّرة”، وكذلك فتحت القوات نيرانها على مسجد الفتية في “حي الديرة” عند رفع الأذان.
على الرغم من تصاعد مستوى إرهاب الدولة بحق العوامية، يسعى الأهالي إلى الحفاظ على صمودهم بالقلة القليلة، وإذ لم يبخلوا عن مشاركة المواد المعيشية من مأكل ومشرب في ما بينهم بالمجان، فإنهم يؤكدون أن بقاءهم لن تلغيه وحشية آلة القتل لدى نظام آل سعود.