ذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية أن العلاقة العسكرية التي تجمع بين الولايات المتحدة والسعودية من شأنها أن تأخذ المنطقة إلى منزلق خطير، في ظل تحريض الرياض ضد طهران.
تقرير عباس الزين
تبدو العلاقة بين الإدراة الأميركية والسعودية، في ظاهرها، وكأن شخصًا يمسك بيدِ شخصٍ آخر ويتجه به نحو الهاوية. وما تهديد ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأخير لإيران بنقل المعركة الى أراضيها إلا مؤشر على حجم التهور السعودي في التعامل مع الأزمات.
هذا التهور، ليس إلا نتيجةً للدعم الذي تلقاه ابن سلمان من الإدارة الأميركية خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، والمباحثات بين الجانبين التي أكدت ضرورة التعاون الدولي الأميركي السعودي لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك ما وصَّفه الطرفان بـ”الأنشطة الخبيثة لإيران في الشرق الأوسط”.
وأظهر الرد الإيراني على كلام ابن سلمان غياب عقلانية النظام السعودي في تعاطيه مع طهران، خاصة وأن ولي ولي العهد ذهب إلى حد التهديد المباشر بالحرب، وما تأكيد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أن بلاده لن تترك جزءاً من السعودية على حاله باستثناء الأماكن المقدسة إذا “ارتكبت أي حماقة”، إلا مؤشر خطير على أن المنطقة تتجه إلى تسخين عسكري لن تُحمد عُقباه.
وأشارت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية، في تقرير، إلى أن الموقف الأميركي من السعودية “يرتكز بشكل حاسم على الجوانب العسكرية باعتبارها إحباطاً لدور إيران الإقليمي، مع استبعاد جميع العوامل والقيم الإيديولوجية والاجتماعية والسياسية التي تتطلب علاقة قوية”.
وأوضح التقرير أن واشنطن “ضربت عرض الحائط بشكل خطير كل المخاوف بشأن دور السعودية المباشر وغير المباشر في نشر الإرهاب، أو من خلال السعي لتعزيز عقيدتها الوهابية”، معتبراً أنه “ينبغي للولايات المتحدة عدم التغاضي عن اعتناق السعودية للعقيدة الوهابية الأصولية ودورها في نشر التطرف”.
ووفقاً للتقرير، فإن رغبة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التعاون وتعزيز الدور العسكري السعودي في المنطقة “يأتي بشكل أساس لموازنة القوى مع إيران، ولكن في ظل هكذا عقلية سعودية، فإن التوجه الاميركي يعتبر نهجاً ساذجاً لن يؤدي إلا إلى تعميق الصراع والأزمات، ليس فقط في اليمن، ولكن أيضا في سوريا والبحرين”.