دخلت “هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر” مرحلة الموت السريري، ولإن حاول القيمون الإيحاء بعكس ذلك، أكدت خطة تطوير الهيئة انقضاء عهدها.
تقرير رامي الخليل
قضي أمر ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واعترفت “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” بزوال عهدها مسلمة بالخسارة، خطة التطوير التي دخلت مرحلة التنفيذ وتمتد فترتها التجريبية إلى شهرين في العاصمة الرياض، تضمنت تأكيداً لقرار تقليص المهام الصادر عام 2016.
لحظت الخطة اقتصار عمل عناصر الهيئة الميدانيين على النصح والتوجيه عند مشاهدة أي منكر أو مخالفة، من دون أحقية القبض على المخالفين. بحسب الخطة الجديدة تم توزيع أجهزة حاسب لوحية على العناصر لتسجيل المخالفات، على أن يتم تحويل جميع البلاغات من الفرق الميدانية عبر تطبيق محدد إلى الجهات المختصة، وبحسب المتحدث باسم الهيئة تركي الشليل، فإنه تم تقسيم مناطق العمل ومسمياتها إلى 5 مناطق هي: جنوب، شمال، وسط، شرق، وغرب المملكة.
ورأى مراقبون أن الخطة تأتي كحل وسط بين إلغاء الهيئة بشكل كامل، وبين إعادتها إلى سابق عهدها، واصفين الخطة بالقاسية. كذلك، قلصت الخطة عمل الأعضاء بشكل تام، وجعلتهم مجرد مراقبين، فيما يرى آخرون أن التنظيم الجديد للهيئة قضى على كل الأحلام التي كانت تراود البعض بعودتها إلى سابق عهدها، حيث بات أعضاؤها محصورين في مناطق لا يجوز لهم تجاوزها.
وأثار الاعلان عن تفاصيل الخطة الجديدة يوم الأحد 14 مايو/أيار 2017 جدلاً واسعاً بين ناشطي موقع “تويتر”. وتحت وسمي #عوده_صلاحيات_الهيئه و#لن_تعودي، عاد النقاش حول دور الهيئة، فمنهم من وجه إليها الانتقاد بشكل لاذع ومنهم من حاول الدفاع عنها.
عادت الهيئة أم لم تعد، المؤكد أن ابن سلمان سدد ضربة موجعة إلى السلطة الدينية ولمن تمثّل، وهي سلطة سكتت عن تعديات نظام آل سعود مقابل امتلاكها للنفوذ الديني، وفي ضوء مثل هذه المتغيرات، يبدو أن الشقاق وقع بين الطرفين.. بتحريض أميركي.