تخبط وزارة الداخلية السعودية في روايات مقتل رجل الأمن وليد الشيباني في اجتياح العوامية يطرح علامات استفهام عدة، خاصة أن القذائف والأسلحة الثقيلة المستخدمة هي في حوزة رجال الأمن وليست مع أهالي العوامية.
تقرير محمد دياب
تطرح حقيقة مقتل رجل الأمن السعودي وليد الشيباني خلال مشاركته في اجتياح العوامية، وتخبط وزارة الداخلية في بياناتها، علامات استفهام عدة.
بداية، تحدثت وزارة الداخلية عن مقتل رجل أمن وأصابة عدد آخر، إثر تعرض دورية أمنية في محيط منطقة “حي المسوّرة” في القطيف لقذيفة صاروخية من نوع “آر بي جي”، زاعمة أن عناصر إرهابية أطلقتها من داخل الحي، وان الشيباني قتل وهو داخل الآلية العسكرية.
اليوم، لدينا رواية أخرى تنسف رواية الداخلية، إذ كشف عمّ الجندي وليد الشيباني، فهد الشيباني، عن اللحظات الأخيرة في حياة ابن أخيه، مؤكدأً أن ابن أخيه أخرج سلاحه الرشاش واشتبك مع عناصر إرهابية في العوامية حتى أُصيب، ثم ختم حياته بسجدة، قبل وفاته، وذلك نقلا عن زملاءه الجنود.
وبين الروايتين، ضاعت حقيقة مقتل الجندي الشيباني، الذي اكتفت الداخلية بصورة لآلية عسكرية متضررة!
باتت تعويم فكرة وجود عناصر إرهابية مكشوفة، لأن من يحاصر العوامية هم رجال الأمن وليس الأهالي، كما أن قذائف “آربي جي” التي تتساقط على “حي المسوّرة” معروفة الجهة والمصدر، مما جعل اجتياح العوامية وقذائفه عشوائية يربك الدورية إلى حد أنها باتت نيران صديقة أودت بحياة الجندي ودفعت الوزارة لاختلاق الروايات والأكاذيب.
كانت أسرة الجندي وليد الشيباني تنتظره لمشاركتها الأجواء الرمضانيّة، إلا أن النبأ الذي وردهم، بدد ذلك الانتظار. لكن يبقى سؤال هنا هو لماذا يقتل الجندي السعودي في زواريب الأوامر الملكية مرة بين أهله في القطيف وبنيران قذائف وزارة الداخلية وتارة بين أهله في اليمن وبذرائع واهية عنوانها القضاء على الإرهاب؟