القارئ للتاريخ، والمتابع للأحداث اليوم يرى بأنّ عين الحقيقة تقول ما أشبه اليوم بالأمس، هم نفسهم آل سعود خيانة متأصلة، ضاربة بجذورها من عهد الرئيس الأميركي الأسبق أيزنهاور إلى زمن الرئيس الحالي دونالد ترامب.
تقرير محمد دياب
تستقبل المملكة السعودية ما سمي بـ”القمة الإسلامية الأميركية”، بحضور الرئيس دونالد ترامب الذى قال: “سنبدأ من الرياض تأسيس قواعد جديدة للتعاون والدعم مع حلفائنا المسلمين لمواجهة التطرف والإرهاب والعنف، ولتوفير مستقبل أكثر أملا وعدلا للمسلمين الشباب فى بلدانهم”. وبخلاف ما قاله ترامب، فإن الهدف الأساس من قمة الرياض هو تكوين تحالف أميركي صهيوني مع دول الرجعية العربية يكون رأس حربة فى مواجهة محور الممانعة.
وبالرغم من تغير الوجوه بقيت السياسة السعودية على ما هي من خنوع واستسلام لسيد البيت الأبيض، وبالعودة بعقارب الساعة للوراء تحديداً لفترة الخمسينات نجد أن آيزنهاور، رئيس الولايات المتحدة الأميركية توجه عام 1957 للسعودية ومن معها آنذاك بفكرة إنشاء تحالف إسلامي تتزعمه تركيا ويضم السعودية والعراق وإيران الشاه، وقال آيزنهاور في مذكراته إن بلاده كانت تنوي احتلال سوريا، وأجرى محادثات بهذا الشأن مع تركيا، إلا أنها تراجعت، وأوكلت المهمة للعراق على عهد نوري السعيد، لكن مصر أرسلت قوات المظلات إلى سوريا، معلنة مساندة الجيش السورى.
كانت فكرة تحالف آيزنهاور الإسلامي موجهة في الأساس للاتحاد السوفيتي وإلى “حركة التحرر الوطني” بزعامة عبد الناصر. وبعدما فشلت الفكرة، كان البديل ما أطلق عليه “حلف بغداد”.
ما بين حلف ترامب الإسلامي، وتحالف آيزنهاور الإسلامي، تبقى إيران في عين الحقيقة، ففي خمسينات القرن الماضي، كانت في قلب التحالف الذى دعمته ورعته الولايات المتحدة، لكنها الآن أصبحت الهدف الذى يسعى إليه ترامب بفكرته الخبيثة عله يستطيع أن يحقق ولو انتصاراً وهمياً.
وتبقى العين على الرياض حيث العزم الدامي سيجمعهم، ولأن الدولة السعودية لم تتأسس على فكرة عربية إسلامية حقة، لذلك ستبقى مملكة الرمال ولن تكون أبداً كشجرة طيبة ولا أصلها ثابت ولا فرعها في السماء.