في وقت انتقدت فيه صحف السعودية سلطات الاحتلال الاسرائيلي لقتلها الفلسطينيين بأسلحة محرمة دولياً، لم تتوان عن توجيه نيران تلك الأسلحة الثقيلة نحو صدور أهالي القطيف، في محاولة لكسر صمودهم.
تقرير رامي الخليل
“براونينغ أم 2” الأميركي هو المدفع الرشاش الموصوف بـ”الأسطورة”، سلاح ثقيل تستخدمه الجيوش ضد المدرعات الخفيفة كما يتم توظيفه كمضاد أرضي محمول للطائرات ذات العلو المنخفض، ومن شأن طلقاته الفولاذية أن تخترق التحصينات الخرسانية، ولأن قدرته التدميرية عالية ويتم توظيفها ضد المدنيين، فإن اتفاقية الامم المتحدة في عام 1980 التي تتحدث عن أنواع الأسلحة، تضعه في خانة الأسلحة المحرمة دولياً.
وفي مراجعة لخصائص هذا الرشاش، فإنه يطلق من 450 الى 500 طلقة خلال دقيقة واحدة، وتبلغ سرعة الرصاصة نحو 930 متراً في الثانية، أما المدى الفعال لطلقاته فيبلغ قرابة 1800 متراً، أي حوالي كيلومترين اثنين. وهنا تحضر إلى الأذهان جريمة قتل الطفل الشهيد جواد مؤيد الداغر، والذي أُطيح برأسه قرب نقطة تمركز قوات الطوارئ في “شارع ثابت بن معبد”.
في العوامية، هذه البلدة المحاصرة والمعزولة عن العالم بشكل كامل، أظهرت المشاهد والصور الميدانية أن قوات الاجتياح لم تتوان عن استخدام رشاش “بروانينغ” بشكل عشوائي ضد المواطنين، وقد كسرت رصاصاته القاتلة الحصار المطبق عن “حي المسوّرة” حيث مسرح العمليات المفترضة، ووصلت إلى كل من بلدة الخويلدية جنوباً والمزروع جنوب شرق المسورة.
جغرافياً، تبعد الخويلدية عن حي المسورة 3 كيلومتراتٍ ونصف، وهي مسافة بعيدة نسبياً وليست ضمن مدى أي سلاح تدَّعي الرياض أنه في حوزة أبناء “حي المسوَّرة”، على عكس رصاص رشاش “براونينغ” الذي تستخدمه قوات الاجتياح بشكل حصري، ويبلغ مدى طلقاته قرابة 7 كيلومترات ونصف.
ينطبق الأمر نفسه أيضاً على “حي المزروع” الذي يبعد عن “حي المسوَّرة” قرابة 4 كيلومترات، وقد وجد سكان الحي رصاصات من سلاح “بروانينغ” على أسطح منازلهم، ومن شأنها أيضاً أن تتتسبب بإصابات قاتلة بين المواطنين.
إرهاب الدولة الذي حلَّلت الرياض لنفسها ارتكابه بحق أهالي القطيف، كانت قد حرمته على كيان الاحتلال الاسرائيلي قبل نحو 15 عاماً، وقد نشرت صحيفة “الحياة” السعودية في عام 2002 مقالاً جاء فيه أن الجيش الاسرائيلي يستخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد الفلسلطينيين، ومن بين تلك الأسلحة رشاش “براونينغ”، قائلة: “هو سلاح قوي جداً يطلق رصاصاً من عيار 12.7 مليمتراً”، واستناداً إلى الأضرار التي وقعت وكمية الطلقات الخارقة للدروع التي وجدها مندوبو منظمة “العفو الدولية”، فقد استُخِدم هذا السلاح على نطاق واسع في إطلاق النار على المناطق السكنية”.