يسعى آل سعود إلى تتويج الرئيس الأميركي دونالد ترامب راعياً لقرارات دول عربية وإسلامية تجتمع تحت قبة مملكتهم، حيث تنعقد قمم ثلاث يتشاطر خلالها الزعماء آرائهم وقراراتهم وسياساتهم العقابية بوجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عبر سيل من الادعاءات، ومواصلة سياسة العقوبات ضدها، فيما يطرح ملف “حزب الله” في لبنان على الطاولة الخليجية الأميركية، لتضييق الخناق عليه من أجل حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع اتمام الرياض لصفقات الأسلحة بهدف استكمال عدوانها الهمجي على اليمن.
ومع انطلاق أعمال القمم الخليجية العربية الإسلامية الأميركية، طرحت علامات الاستفهام حول السياسة التي تتّبعها كل من واشنطن والرياض، والأهداف التي يسعى الطرفان إلى تحقيقها من خلال هذه القمم، خصوصاً بعد مواقف ترامب الواضحة من الإسلام والمسلمين.
بانت بوادر هذه القمم واضحة، فما اجتمع الأميركي والسعودي إلا لتدمير المنطقة. انطلقت المحادثات بين الرياض وواشنطن، من باب صفقات الاسلحة، لترسو على رقم 460 مليار دولار، من خلالها تموّل السعودية نفسها من السلاح الأميركي بهدف مواجهة إيران، فيما سيتم الاعتماد على النفط السعودي لتمويل القرارات العسكرية والاقتصادية على الرغم من التدهور الاقتصادي الذي يصيب المملكة.
لن يتخاذل الضيف الأميركي عن دعم تل أبيب ومساعدتها في تمتين التطبيع مع الدول الخليجية، حيث بدأت التسهيلات قبيل الزيارة من أجل جعل كيان الاحتلال الإسرائيلي جزءاً من نسيج المنطقة.
ويرى متابعون للقمم الحالية في الرياض أن الأخيرة غير مهتمة بسياسة ترامب وآرائه وعدائه للإسلام، فهي تسعى فقط إلى تشكيل حلف دولي من أجل مواجهة ايران، ومستعدة لدفع الثمن اللازم لذلك، خاصة أن ترامب أعلن مراراً أن الوقوف بجانب المملكة له ثمنه، والرياض أعلنت موافقتها المسبقة للدفع.