الهجمة الشديدة التي تتعرض لها قطر من قبل الإعلام السعودي والإماراتي، جاءت بالتزامن مع توجه الكونغرس الأميركي لفرض عقوباتٍ على الدوحة، مما يطرح تساؤلاتٍ عديدة حول التوقيت والأسباب والتنسيق.
تقرير عباس الزين
يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الظاهر، بعيداً عن المعركة الإعلامية التي تقودها السعودية والإمارات ضد قطر، إلا أن المعطيات المرافقة لتلك المعركة تشير إلى ارتباطٍ وثيق بينها وبين توجهات ترامب في المنطقة.
ظهرت معالم التوتر في العلاقات بين واشنطن والدوحة مع عدم توجه أمير قطر تميم بن حمد لتهنئة ترامب لدى دخوله البيت الأبيض، في وقتٍ كان الأخير يستقبل فيه طابور الزعماء العرب ويناقش معهم الحرب على الإرهاب.
أعلن ترامب، بتحالفه مع السعودية والإمارات، بالإضافة الى دولٍ عربية أخرى، عداوة شاملة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي لا يتناسب مع التوازن الذي تحاول قطر السير فيه في علاقتها بين الدول الخليجية من جهة، وبين إيران من جهةٍ أخرى.
التوجهات الأميركية، ترجمها الكونغرس الأميركي مؤخراً، قانوناً. فقد دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إيد رويس، إلى فرض عقوبات ضد قطر، لافتًا النظر في الوقت عينه إلى أن الكونغرس سينظر في نقل القوات الأميركية خارج “قاعدة العديد” في قطر إذا “لم تغير الدوحة سلوكها”.
بدوره، اتهم وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس قطر بالارتباط بـ”جماعات إرهابية”، معتبراً أنه لطالما شكلت عتبة مرحبة لجماعة “الإخوان المسلمين”. والجدير ذكره هنا، أن إدارة ترامب تراجعت عن قرار تنفيذي سابق يقضي بتسمية جماعة “الإخوان المسلمين” كـ”منظمة إرهابية”، لتلّوح بالعودة عن هذا القرار بالتوازي مع الحملة الإعلامية من قبل الرياض وأبوظبي.
اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وبث تصريحاتٍ منسوبة لأمير قطر يؤكد فيها أن إيران قوة إسلامية كبرى مهاجماً فيها السعودية والإمارات، يدخل في إطار الحملة الممنهجة التي تسعى من خلالها واشنطن إلى الضغط على قطر لقطع علاقتها نهائياً مع إيران، وعدم التشويش على التحركات السعودية في المنطقة، مما يؤشر إلى أن الاختراق مفتعل.
وبحسب مراقبين، فإن أصابع الاتهام في هذا التدبير تدل على الإمارات التي لديها كل من الدافع والقدرة على تنفيذ حيلة من هذا القبيل، لا سيما أن صحيفة “نيويورك تايمز” كانت قد ذكرت سابقاً كيف تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بشراء منتجات مراقبة من خارج الخليج، وكيف أن الإماراتيين يحاولون تطوير فريقهم الخاص من المتسللين لتطوير البرمجيات الخبيثة وبرامج التجسس الخاصة.