الخلافات السعودية القطرية التي ظهرت مباشرة بعد قمة الرياض، ليست إلا بدايةً لخلافاتٍ سعودية مع معظم الدول الإقليمية، ظهرت مؤشراتها خلال قمة الرياض وقبلها.
تقرير عباس الزين
تعكس محاولات السعودية عزل إيران، عزلةً سعودية، بالنظر إلى حقيقة علاقة الرياض مع العواصم المؤثرة إقليمياً التي كشفها عدم حضور بعض الرؤوساء للقمة، أو عدم رغبتهم في قطع علاقتهم مع طهران، إلى جانب تعارض أجندتهم في المنطقة مع الرياض.
كان بارزاً عدم حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة الرياض. أرادت أنقرة أن تؤكد للأميركيين أن السعودية ليست محور العالم الإسلامي، بالتزامن مع رفضٍ تركي الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران على الرغم من التباين الواضح مع طهران في ما يخص الملفين السوري والعراقي.
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فحضر القمة العربية الأميركية لأسبابٍ مرتبطة بالوضع الاقتصادي المصري، الذي سعت الرياض إلى الضغط على القاهرة مستغلةً إياه. وعلى الرغم من الحضور، فإن الرئيس المصري لم يعلن العداوة لإيران مطلقاً، إضافة إلى الموقف المصري الواضح من الأزمة السورية وعدم الموافقة على أي تدخل عسكريٍ خارجي، وهو ما شددت عليه القاهرة قبل القمة وبعدها.
ارتفع التناغم السعودي الإماراتي بخصوص الملف الإيراني، إلى أعلى مستوياته، ولكن الملف المشترك الأهم بين البلدين هو العدوان على اليمن، حيث يشهد الميدان خلافات وصراعات من أجل توسيع النفوذ من قبل الإمارات، عبر مواجهة القوات التابعة للسعودية، كقوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه هادي منصور هادي، في وقتٍ يشير فيه مراقبون إلى أن السبب الذي يجعل السعودية تتبع سياسة المواجهة الهادئة اتجاه الإمارات في اليمن هو محاولة الحفاظ على الإمارات كحليف أساس في مواجهة إيران. لكن، ومهما ارتفعت حدة التصريحات الإماراتية اتجاه طهران، تبقى في إطار من “البروباغاندا” الإعلامية لا أكثر، والسبب المصالح الاقتصادية التي تربط دبي بطهران.
كما أن سلطنة عُمان اتخذت منذ سنوات منحىً مخالف تماماً لتوجهات السعودية إنْ في الملف اليمني أو في ملف العلاقات مع طهران، حيث عززت إيران وعُمان العلاقات الثنائية الاقتصادية والسياسية وكانت، السلطنة من الدول التي استضافة جولات من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1، الأمر الذي أثار حفيظة الرياض في حينها، ولايزال يثيرها إلى الآن.