بعد 21 يوماُ من الحصار العسكري لبلدة العوامية، قوات الاجتياح تستهدف المحلات التجارية والمنازل بالرصاص الحي، وتفاقم المعاناة الإنسانية بإحراق المخبز الرئيس المغزّي للبلدة.
تقرير: سناء ابراهيم
21 يوماً من المعاناة الإنسانية والاقتصادية يعيشها أهالي العوامية، بفعل الاجتياح الأمني للبلدة المحاصرة بالمدرعات والجدران الأسمنيتة، لتمر أسابيع 3 مفعمة بالدمار والحرائق والقتل والدماء، إلا أن المشهد لم يروِ غليل السلطات، العامدة إلى اطلاق العنان لقواتها لتعيث بالبلدة فساداً، أورث أهلها ازمات اقتصادية ومعيشية صعبة، لم تقف عند حد التدمير والحرق للمنازل والمحال بل تعداه ليصل إلى السرقة، وكأنما لا يكفي الأهالي الأزمات بفعل نيران العدوان، بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، الذي أفرز مأساة إنسانية للعوامية وبعض البلدات المجاورة التي طالها الحصار.
مع انتهاء الأسبوع الثالث للاجتياح السعودي لبلدة العوامية، أصيب المواطن علي بن حسين، وهو بداخل منزله في القديح برصاص القوات الأمنية، التي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على المحلات التجارية والمنازل شمال البلدة، ما أدى إلى اشتعال حرائق في عدد منها؛ وأقدم عدد من الآليات العسكرية الآتية من جهة طريق صفوى إلى إطلاق النار بشكل عشوائي على المباني الواقعة شمال البلدة، واستهدفت نوافذ البيوت وأبوابها ما أدى الى وقوع أضرار مادية جسيمة فيها، على الرغم من أن هذه المنطقة بعيدة عن مسوّرة العوامية التي جعلتها القوات شمّاعة لعدوانها على العوامية، إلا أنها أدخلت 5 آليات هدم عسكرية تابعة لقوات الطوارئ إلى الحي الأثري من جديد.
ورداً على صمود الأهالي بوجه الحصار المستمر، عمدت قوات الاجتياح إلى استهداف أكبر المخابز الذي يغزّي بلدة العوامية، وأضرمت النيران بداخله، ما تسبب بإتلاف محتوياته، فيما تمت السيطرة على الحريق بعد حوالي الساعتين من قبل أهالي البلدة، بعد أن منعت السلطات سيارات الدفاع المدني من الدخول لاخماد الحريق.
عملية الاجتياح تضمنت سلسلة من المداهمات، اذ نفّذت قوات الطوارئ، مداهمات لعدد من منازل المواطنين، بينهم منزل المواطن نبيل جوهر بحي المراوح شمال البلدة، ومنزل المعتقل المحكوم بالإعدام عبدالله الواهر بحي الريف، وجرت المداهمة وسط إطلاق كثيف للرصاص والقذائف، تسبب باشتعال النيران بديوانية منزل المواطن نبيل جوهر، ولا يزال مصير من كان فيه وقت المداهمة مجهولاً حتى الآن، كما عمدت القوات إلى إضرام النيران في ديوانية منزل المعتقل عبدالله الواهر.
ولم تقف ممارسات القوات عند هذا الحد، إذ أفادت مصادر صحفية عن حصول عمليات سلب وسرقة للمنازل والمحلات التجارية على يد القوات، التي عبث عناصرها بسرقة المنازل في أحياء عدة بينها، المنطقة المحرمة وحي الريف وكربلاء والمسورة، وغيرها من الأحياء.