أكدت ممارسات قوات النخبة السعودية في بلدة العوامية مستوى الضعف والانحدار الاخلاقي الذي تعانيه، وهو ما ظهر جلياً في عمليات اقتحام منازل الأهالي العُزَّل.
تقرير رامي الخليل
تُظهر القوات السعودية ما تفتخر بأنه “بسالة” في ميدان التدريب. أما في ميدان الحرب، فيظهر عناصر هذه القوات أشباه رجالٍ فشلوا في كسر إرادة المعارضين من رجال العوامية، وظهَّروا عجزهم باستهداف الضعفاء من النساء والأطفال، وما اقتحام منزل الناشط محمد عمار في حي العوينة، إلا دليل على جبن قوات ولي العهد السعودي محمد ابن نايف وزيفها.
استعراضات نخبة القوات الخاصة التي وظفها ابن نايف لإظهار قواته على أنها مفخرة الامن السعودي، سقطت على أعتاب منازل الآمنين في بلدة العوامية المحاصرة منذ 23 يوماً، وعجزت عن كسر صمود الأهالي العُزَّل ومعهم رجال “حي المسوّرة”. ولإن لم تسعف القوات غزارة نيران الأسلحة الثقيلة ضد البشر والحجر، لجأت إلى ممارسات جبانة تمثلت باقتحام المنازل الخالية من الرجال بقصد ترويع النساء والتهديد بقتل الاطفال، فلم يُقِم نظام آل سعود وزناً لفضل شهر رمضان، كما لم تأخذه في الصائمين رحمة.
خرج الناشط محمد عمار في بدايات الاحتجاجات الشعبية في عام 2011 يطلب الإصلاح في دولة ظالمة لم ترَ في أهالي المنطقة الشرقية غير عبءٍ يجلس فوق كنز من النفط، وسرعان ما بات اسمه على لائحة الرياض للمطلوبين بتهمة “الإرهاب”، مما جعله يبتعد عن منزله في محاولة لتجنيب أهله بطش قوات الأمن في أي اقتحام قد تنفذه. وعلى الرغم من ذلك، اقتحم ما يسمى بـ”مفخرة قوات ابن نايف” منزل عمار مع علمها بغيابه عن المنزل، لتنهال بالضرب على زوجته، كما انتزعوا منها طفلتها البالغة من العمر 3 أشهر وهددوا بإيذائها انتقاماً من أبيها، فضلاً عن الكيل بمختلف أنواع الشتائم لأفراد العائلة.
ليست ممارسات النخبة الأمنية السعودية جديدة، ومن كانت شيمته الاعتداء على الضعفاء، فليس مستغرباً عليه استباحة المحرمات، وقد أثبت حفاة اليمن مستوى الوهن المستحكم بجيش آل سعود.
وعلى الرغم من دخول الحرب عامها الثالث في اليمن، إلا أن الإنجاز الإجرامي الأوحد الذي حققته قوات نظام آل سعود يتمثل بقتل الآلاف من المدنيين والأطفال عبر إلقاء أطنان القنابل من الجو.