تتصاعد مخاوف إسرائيلية من نشاطٍ إيراني لشق ممر بري يصل طهران بلبنان عبر الأراضي العراقية والسورية، بحسب ما ذكرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
تقرير عباس الزين
تعد الحدود السورية العراقية اليوم الموقع الأهم في المنطقة. هناك ستحدد صورة الوضع الإقليمي. هكذا وصف المدير العام لوزارة الشؤون الاستراتيجية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، حجاي تسوريئيل، طبيعة سير العمليات.
وذكرت صحيفة “هآرتس”، في تقريرٍ للكاتب عاموس هارئيل، إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعتبر أن “التطور الأهم في المنطقة في هذه الأيام لا يتعلق بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التراجع عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، بل بما يحدث على امتداد الحدود السورية العراقية، وتبعاته المستقبلية على صورة التوازن العسكري وموازين القوى في المنطقة”.
واعتبر هارئيل أن ما حققته إيران من دعم للحكومة السورية الى جانب التدخل الروسي في صد تنظيم “داعش” وإبعاده عن الحدود العراقية السورية “مكّن حلفاء سوريا من السيطرة على مناطق استراتيجية قرب الحدود العراقية السورية، مما يسمح للإيرانيين بإعادة فتح مقاطع من الطريق الرئيس الذي يربط بين بغداد والمناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري”.
يعوّل الكاتب الاسرائيلي على المليشيات الكردية التي تساندها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنها “تنشط في ممر بغداد دمشق، في ظل تقدم القوات الحكومية السورية شرقاً نحو الحدود العراقية، مما يفسر اندفاعة واشنطن بتسليح المقاتلين الأكراد في سوريا، لما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب “إجراءً ضرورياً لضمان تحقيق نصر واضح”.
في ضوء ذلك، بدأت الاعتراضات تصدر من إقليم كردستان العراق، وتحديداً من “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني، الذي اعترض على دخول قوات “الحشد الشعبي” إلى قضاء سنجار قرب الحدود السورية، زاعمًا انها منطقة “تابعة” لإقليم كردستان.
وفي ردِّ على اعتراضات بارزاني، أكد القيادي في “الحشد الشعبي” هادي العامري أن الحشد “تمكن من الوصول إلى الحدود السورية غرب نينوى، وسينسق مع كل الفصائل المسلحة الموجودة على حدود العراق وسوريا باستثناء الصنيعة الأميركية”.