علاقات متينة بين دولة الإمارات المتحدة، ومؤسسات إعلامية وبحثية مؤيدة لكيان الاحتلال الاسرائيلي والمحافظين الجدد، بحسب ما كشفته الرسائل المسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة.
تقرير عباس الزين
تأتي الوثائق المسربة للسفير الإماراتي يوسف العتيبة لتثبت أن الهجوم الإعلامي الإماراتي الأخير على قطر ليس وليدَ لحظة، ولا بسبب ما تم نقله عن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بل إنه خلافٌ تمتد جذوره منذ بداية ما سُمي بـ”الربيع العربي” ليصل الى معركة نفوذ تكاد أن تصبح وجودية بين البلدين.
تُظهر الوثائق قيام الرئيس التنفيذي لـ”مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية” مارك دوبويتز بتبادل العديد من رسائل البريد الإلكتروني مع كل من سفير دولة الإمارات المتحدة لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة، إضافة إلى جون هانا، نائب مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني، وأحد مستشاري “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، وهي رسائل تتعلق بجهود مشتركة لمواجهة ما اعتبروه خصوم أبوظبي في الدوحة وطهران.
استخدم العتيبة لغة التحريض على قطر في معظم مراسلاته مع “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية” والتي يمولها الملياردير المقرّب من إسرائيل شيلدون أديلسون. ففي إحدى الرسائل، يشتكي هانا من أن قطر تستضيف اجتماعا لـ”حماس” في فندق مملوك للإمارات في الدوحة. يرد العتيبة بالقول إن هذا ليس خطأ الحكومة الإماراتية وإن القضية الحقيقية هي القاعدة العسكرية الأميركية في قطر، ليكمل ممازحًا ومحرضًا في الوقت نفسه: “عليكم أن تقوموا بنقل القاعدة العسكرية وسوف نقوم بنقل الفندق”.
بحسب الوثائق، فإن هانا والعتيبة يتمتعان بعلاقات وثيقة تكشف تورط الإمارات بالانقلاب الفاشل في تركيا، ففي 16 أغسطس/آب 2016، أرسل هانا إلى العتيبة مقالاً يشير إلى أن الإمارات العربية المتحدة و”مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” كانا متورطين في دعم محاولة الانقلاب القصيرة التي وقعت في تركيا في يوليو/تموز 2016، معقباً بالقول: “شرفنا أننا ذكرنا بصحبتكم”.
وتكشف وثائق أخرى قيام ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمطالبة وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس بضرب قطر بكل ما استطاع. ويُذكر أن غيتس ظهر قبل نحو أسبوعين متحدثا في مؤتمر نظمته المؤسسة نفسها حول “قطر والإخوان المسلمين”، رابطًا دولة قطر بدعم الإرهاب، ومنتقدًا فيها ما وصفه بـ”دعم قطر لجماعة “الإخوان”.