حربٌ دبلوماسية واقتصادية ضد قطر، من المحتمل أن تكون أرضية لتدخلٍ عسكري، على وقع الضوء الأخضر الأميركي.
تقرير عباس الزين
صدرت قراراتٌ غير مسبوقةٍ بقطع العلاقات الديبلوماسية، وإغلاقِ الحدود. يدخل ما حصل، للوهلةٍ الأولى، ضد قطر وكأن الساعات المقبلة ستحمل معها غاراتٍ جوية من قبل السعودية والإمارات على الدوحة، في سياق عملية إسقاط النظام القطري. بدأت حربٌ دبلوماسية واقتصادية ضد قطر يرى مراقبون أنها تمهيدٌ لحربٍ عسكرية، في حال لم تصل الأمور إلى ما يرضي السعودية والإمارات.
ولفتت مصادر إعلامية إلى أن ألى أن دعوة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الدول الخليجية إلى “الحفاظ على وحدتها، والعمل على تسوية الخلافات”، يؤكد على ضوءٍ أخضرٍ أميركي للتحرك ضد قطر، فقد جاء هذا البيان مسانداً للتحرك الرباعي، ويشبه إلى حدٍّ ما نظيره الذي صدر عن السفيرة الأميركية أبريل غلاسبي بعد لقائها بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، ممهدةً لغزو الكويت.
يَلْزَم سعي السعودية إلى تتويج نفسها زعيمةً على العالمين العربي والإسلامي بالدرجة الأولى إزاحة الدولة المنافسة والراغبة بلعب دورٍ سياسي مستقل عنها. وأشار متابعون إلى أن التحرك الأخير ضد قطر جاء بمباركة أميركية وقبض ثمنه الرئيس دونالد ترامب 460 مليار دولار أثناء زيارته الرياض خلال شهر مايو/أيار 2017.
كان موقف الدوحة مدركاً لحقيقة نوايا الرياض وأبوظبي باعتبارها ما حصل تصعيداً يستهدف فرض الوصاية على قطر، مؤكدة في الوقت عينه أن الحكومة القطرية ترفض محاولة الوصاية عليها وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين والمساس بهما، في محاولةٍ قطرية أخيرة لتلقّف أية تغيرات إقليمية مساندة لها ممكن أن تتطرأ.
حاولت كل من السعودية والإمارات التدخل عسكريًا في وقتٍ سابق، وذلك لإعادة حليفهما خليفة بن حمد جد الأمير الحالي، تميم بن حمد آل ثاني، إلى عرشه بعد إطاحته من الحكم على يد ابنه حمد في ما سمي “انقلاب البيض”.
حشدت القوات السعودية والإماراتية عسكريًا على الحدود القطرية في عام 1996، لكن الرفض الأميركي أفشل التدخل بسبب وجود أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الخليج في قطر وعلى مقربة من الحدود مع السعودية والإمارات. الجدير ذكره، أن التصريحات المنسوبة لأمير قطر جاءت ملمحةً لذلك، حيث اعتبر بن حمد أن “قاعدة العديد” “تحمي قطر من أطماع الدول المجاورة”.
الضوء الأخضر الأميركي، ومدى مجاراته مع السعودية والإمارات يبقى رهنٌ بما أفضت له قمم الرياض من نتائج، وقبلها زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى جانب قرار واشنطن بتحديد ساعة الصفر عبر نقل قاعدتها العسكرية من قطر إلى الإمارات.