حافظت كل من سلطنة عُمان والكويت على التمايز بمواقفهما عن الدول الخليجية وآخرها بعدم قطع العلاقات مع قطر.
تقرير بتول عبدون
ليس التمايز الكويتي العُماني بجديد في العلاقات مع الدول الخليجية، فسبق لهما أن اتخذتا الموقف نفسه قبل 3 أعوام لدرء الخلافات الخليجية وتقريب وجهات النظر.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي على حسابه على “تويتر” أن الكويت وعُمان “لن تقطعا علاقتهما مع قطر كما حدث عام 2014، عندما لعبتا دوراً تصالحياً انتهى بإعادة السفراء”، لكنه لم يخفِ في الوقت نفسه أن الوضع اليوم “أكثر خطورة”، مضيفا أنّ المتفائلين “يأملون بتطورات إيجابية في الساعات المقبلة، ولكن بيانات وزارات خارجية الدول قطعت العلاقات مع قطر تدل على أن الوضع لا يسمح بوساطة”.
ولم يغفل الشايجي ذكرى نكسة يونيو/حزيران 1967، معتبراً أن “المفارقة العجيبة أنه في الذكرى الـ50 للنكسة واحتلال إسرائيل القدس والضفة الغربية وسيناء والجولان نعيش أكبر نكسة خليجية”.
القرار الأخير للعواصم الخليجية الرياض وأبوظبي والمنامة، بقطع علاقاتها مع الدوحة لم يكن مفاجئاً للكويتين والعُمانيين، فقبل 5 أيام، وصل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى الكويت في زيارة مفاجئة وغير معلن عنها رسمياً.
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام القطرية أطلقت على الزيارة أنها “أخوية بمناسبة شهر رمضان”، إلا أن تطورات الأحداث وسرعة وتيرتها تؤكد أن الأزمة الخليجية كانت على رأس أجندة الزيارة.
وقبل زيارة أمير قطر للكويت بأيام، زار وزير الخارجية الكويتية صباح خالد الحمد الصُباح الدوحة، أعرب خلالها استعداد بلاده لـ”التقريب بين وجهات النظر بين الأشقّاء” و”احتواء أي احتقان”.
وعلى الرغم من أنه لم يُسرَّب شيء عن تفاصيل الوساطة الكويتية في احتواء الأزمة، فإن التصعيد الذي تم اليوم من قبل دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثة ومصر وليبيا، يشير إلى عدم نجاح الكويت هذه المرة ولو مؤقتًا في تقريب المواقف بين الجانبين، ولكن عدم السير في ركب المقاطعة يظهر إصرار الكويت وسلطنة عُمان التي تعمل بصمت على أن يبقيا لاعباً لدور مطفئ النيران الخليجية كلما اشتعلت.
فهل تستطيع الكويت وسلطنة عُمان طي صفحة الخلافات الخليجية العميقة مع قطر أم ستفشل مساعيهم للمرة الأولى؟