السعودية / البناء (ناصر قنديل) – يتطلع الكثير من الأوروبيين وبعض المعنيين الأميركيين بملفات المنطقة نحو مصر بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي لمهمة لا تستطيعها سوى مصر بقيادة السيسي، فالكل مجمع على أن الحاجة لإيران وروسيا في أي معادلة استقرار في الشرق الأوسط تتعدى حاجات الحرب على داعش والحلف المزمع إقامته لهذه الغاية، وبمعزل عن لغة التعالي الأميركية خصوصاً والغربية عموماً حول دفتر شروط لهذا الحلف، لا يستطيع أحد أن ينكر أن الهدف في النهاية من الحرب على داعش هو إقامة نظام إقليمي يحفظ استقرار المنطقة، الأشد حيوية في العالم والممتلئة بعناصر الجذب الاقتصادي والإستراتيجي.
– يستحيل التطلع لهذا الاستقرار بتحويل حلفاء واشنطن إلى نظام إقليمي ثبت أنه عاجز عن ضمان الاستقرار، في اليمن والبحرين والعراق وسورية ولبنان من دون روسيا وخصوصاً إيران، فكيف في أفغانستان وأوكرانيا وسواها من دول ترتبط عضوياً بالتعاون أو التصادم مع روسيا أو مع إيران أو مع كليهما، وفي النهاية معبر التفاهم مع روسيا وإيران صار التفاهم مع سورية؟
– رفعت واشنطن سقف موقفها من سورية حتى باتت تحتاج سلم المصالحة العربية العربية لتنزل عن شجرة التصعيد، والمصالحة العربية هي مصالحة بين سورية والسعودية لا تقدر عليها غير مصر بقيادة السيسي، وربما تحتاج قبلها مصالحة ولو شكلية، بعد ذوبان المعارضة البعيدة عن مكونات القاعدة، عنوانها سوري سوري يمنح السعودية سلم النزول الأول، لتمنح للغرب سلم النزول الثاني، ولأن السعودية لا تزال تضع فيتو على أي تحرك مصري جدي تحت هذا العنوان، على رغم التلميحات المتعددة لرغبة مصرية وحجم التشجيع الدولي، لم يتغير شيء سعودياً فاتجهت مصر السيسي نحو لبنان عساه يكون مدخلاً.
– حاولت مصر التلميح وساعد النائب وليد جنبلاط بالتصريح، لكن الموقف السعودي جاء جازماً بعد التحقق من استحالة التوصل لتفاهم حول الخلافات اللبنانية ومنها الشأن الرئاسي، بصورة تؤسس لمقايضة حزب الله مكاسب سلطوية مقابل تغيير موقفه ونوع وحجم مشاركته في سورية.
– تبلغ السيسي الرفض السعودي لأي مبادرة حول لبنان تنتج رئيساً، من دون أن تتضمن دعوة حزب الله لسحب قواته من سورية فسحب السيسي يده.