بعد 28 يوماً على اقتحام السلطات السعودية لبلدة العوامية، تواصل القوات الأمنية استهداف البلدة، رافعة من حدّة نيران قصفها لمختلف الأحياء، دونما حرمة للأيام الحرم في شهر رمضان.
تقرير سناء إبراهيم
يومان يفصلان العوامية عن اختتام شهر من عمر الاجتياح العسكري للبلدة، فيما يستمر الحصار بتضييق الخناق على الأهالي مستخدماً سوط الإرهاب والترهيب، بأدواته العسكرية المتنوعة، لترتسم ملامح حرب حقيقة تجري في أحياء احدى بلدات المنطقة الشرقية.
أصوات القذائف والرصاص والأسلحة الرشاشة، وهدير الطيران، موسيقى يعيش على أزيزها أهالي البلدة ليلاً نهاراً، ليكون الإجرام بحق الأهالي سمة شهر رمضان لهذا العام، اذ اختارت السلطات القصف والتدمير والمداهمات والسرقة عناوين لذرائعها بحصار العوامية، حارمة الأهالي أبسط الحقوق المشروعة خاصة في الشهر الفضيل، الذي دخل على البلدة مع أزمة اقتصادية واجتماعية، بسبب الحصار والتدمير الذي لحق بالمحال التجارية.
لم تكتفِ السلطات بمحاصرة البلدة بالمدرعات العسكرية والجدران الخرسانية، على مدى الأيام الثماني والعشرين الماضية، فهي تحاول اضافة تلك الجدران بشكل متتال ويومي لتضييق الخناق على الأهالي، حيث استقدمت جدران اسمنتية جديدة إلى شمال البلدة وأغلقت المنافذ السكنية، من أجل إعاقة حركة التنقل.
الحصار الذي بدأ بجملة من الذرائع التي قدمتها السلطة للتحسين والإعمار، تبيّن مفاعيله المشاهد من داخل البلدة، فالدمار والتخريب يطغى على المشهد، فيما اللون الأسود غطى الكثير من الأحياء على امتداد البلدة بفعل القذائف الحارقة والقصف الذي استهدف البيوت والمحلات التجارية والمخابز، كما أنه لم يتوانَ عن تدمير بيوت الله.
الهدوء الحذر يمرّ على الأهالي بين فترة وأخرى، فيقتصر العدوان على اطلاق الرصاص الحيّ بشكل عشوائي، لتعود وتيرة الاستهداف بعدها بشكل مكثّف ودونما رحمة وتطال مختلف الأحياء، مبينة حجم الهمجية السعودية السلطوية ضد أهالي المنطقة.