يبدو أن النقمة على قطر ستلاحق السعودية والإمارات، وسيرتد قطع العلاقات والحصار على مهندسيه بخسائر اقتصادية في مختلف المجالات.
تقرير بتول عبدون
بعد إعلان السعودية ومن يدور بفلكها قطع كل أشكال العلاقات مع قطر، بدأت التكهنات بانهيار قطر اقتصادياً بل حتى سارعت بعض وسائل الإعلام لتحديد حجم الخسائر التي بلغت بحسب مصادرهم نحو 30 مليار دولار، وبدأ الكلام عن ارتفاع مستوى التضخم وتراجع المؤشر الرئيس لسوق الأسهم القطرية إلى 7.5 في المئة.
لكن قطر ليست وحدها المتضرر من الحصار السعودي الإماراتي. فبحسب إحصاءات رسمية، تستحوذ كل من السعودية والإمارات والبحرين على 87 في المئة من حركة التبادل التجاري بين قطر والدول الخليجية، وتزود قطر الامارات عبر أنابيب “دولفين” بحوالي 30 في المئة من حاجتها للغاز.
وأوضحت الإحصاءات الرسمية لمجلس التعاون الخليجي أن دولة قطر استقبلت حوالي مليون وثلاثمئة ألف مواطنٍ من دول مجلس التعاون، إلى جانب وجود 40 إماراتياً يعملون في القطاعين الحكومي والأهلي القطري، و548 بحرينياً، و597 سعودياً، و1130 عُمانياً، و26 كويتياً، في حين يوجد 14 موظفاً قطرياً في القطاعين الحكومي والأهلي في الإمارات، و15 في البحرين، وموظف واحد في عمان و74 في الكويت، إضافة إلى عاملَيْن قطريين في السعودية.
ويتلقى 203 طالباً إماراتياً تعليمهم في قطر بجانب 693 بحرينياً و1808 سعودياً و1608 عُمانياً، و58 كويتياً. في المقابل، يوجد 11 طالبا قطرياً في الإمارات و68 في البحرين و703 طالبٍ في السعودية و12 طالباً في عُمان و55 آخرين في الكويت.
وأكد رجل الأعمال القطري، عبد الهادي الشهواني، أن الخسارة الحقيقية لهذه الدول هي “فقد المصداقية والثقة في كل شيء، وضرب العلاقات الخليجية بين دول مجلس التعاون الخليجي”، مشيراً إلى أن هذه الأزمة هي “مجرد محاولة للي الذراع”، مشدداً على أن “ضررهم السياسي أكبر بكثير من الخسائر الاقتصادية”.
بدوره، اعتبر مدير شركة “جيمس كيوبت” للاستشارات الهندسية في قطر، إبراهيم شيكو، أن السعودية هي “المتضرر الأكبر من قطع العلاقات مع قطر خاصة في قطاع الإنشاءات والمقاولات”، لافتاً النظر إلى أن السعودية “مستفيدة بشكل كبير من الثورة العمرانية في قطر، وهذا ما سيؤثر على مصانع الحديد والأسمنت والألمنيوم التي ستفقد الكثير من فرص العمل”.
وأوضح شيكو أن وتيرة إنجاز المشاريع العمرانية في قطر تسير بمعدلات طبيعية ولن تتأثر بقرار قطع العلاقات من جانب عدد من الدول الخليجية والعربية.