أخبار عاجلة
ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، في أبو ظبي، خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2015

عين الإمارات على كردستان من ثقب دعوات الإنفصال

دخلت الإمارات إلى إقليم كردستان من بوابة المساعدات الإنسانية والمنظمات الحكومية، مستغلةً الرغبة بالانفصال عن بغداد لتوسيع النفوذ الإماراتي في المنطقة.

تقرير عباس الزين

في ظلِّ رفضٍ من قبل تركيا والعراق وسوريا لقيام أي دولةٍ كردية مستقلة، جاء إعلان حكومة إقليم كردستانٍ عن موعد للاستفتاء على الانفصال عن بغداد، ليكشف عن دعمٍ لمصلحة ذلك، تلقته حكومة الإقليم في وقتٍ مريبٍ من دولة إقليمية لا سيما مع استمرار المعارك ضد تنظيم “داعش”.

وذكرت مصادر لصحيفة “العربي الجديد” الدائرة في الفلك القطري أن قيادات حزبي “التغيير” و”الاتحاد الديمقراطي” الكرديَّيْن المعارضين في مدينتي السليمانية ودهوك قاما بنقل معلومات إلى حكومة بغداد أكدت قيام أبوظبي بدعم مشروع انفصال إقليم كردستان العراق.

وكشف سياسي كردي بارز في السليمانية للصحيفة أن الحراك السياسي الإماراتي في أربيل “انتهى إلى تعهد أبوظبي بتمويل مشروع استفتاء الانفصال عن العراق نهاية العام الحالي” 2017.

وبحسب المصادر، فإنه على الرغم من رفض بغداد، ووسط تحفظ على توقيته وظروفه من قبل الأطراف الكردية المعارضة في السليمانية، فإن السبب الرئيس لدعم أبو ظبي خيار انفصال العراق وبالتالي تقسيمه، يعود إلى الرغبة بـ”مناكفة” تركيا قدر الإمكان، وكذلك إيران، على اعتبار أن أنقرة تعتبر أن دولة كردية مستقلة على حدودها خط أحمر ممنوع بالكامل، وهو موقف لا تبدو طهران بعيدة عنه أيضاً.

وأوضحت المعلومات أن القنصل الإماراتي في أربيل، رشيد المنصوري، فضلاً عن السفير في بغداد، حسن الشحي، يقودان حراكاً كبيراً لدعم رئيس الإقليم مسعود البارزاني وعائلته.

ووجه القيادي في “التحالف الوطني” الحاكم بالعراق، النائب جاسم محمد جعفر، انتقاداته لأبوظبي في حديثه إلى “العربي الجديد”، قائلاً إن “التحالف” “رحب ويرحب بأي مساعدات تقدم للعراق سواء للأكراد أو غيرهم، لكن دولة الإمارات بدأت بفتح ملفات داخل كردستان وتقديم مساعدات لـ”الحزب الديمقراطي الكردستاني لا إلى شعب كردستان”، داعياً الإمارات إلى “دعم وحدة العراق بكل مكوناته”، ولفت النظر إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو “الكيان الوحيد الذي يجاهر بدعم انفصال كردستان العراق”.

تصاعد الدور الإماراتي في أربيل بشكلٍ لافتٍ خلال سنوات ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق، من بوابة الاستثمارات بقطاع الإسكان والصحة والسياحة، فضلاً عن الجانب الإغاثي والصحي تحت عناوين مساعدة النازحين بالشراكة بين “مؤسسة البارزاني الخيرية” والمنظمات الإماراتية، إلا أنه يقتصر على أربيل وأجزاء من دهوك فقط، من دون السليمانية التي تمثل جبهة المعارضة للبارزاني.