موسكو/ وكالات- شدد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أن بلاده ضد أي تصعيد، وأنه يجب حل كافة الخلافات بالحوار.
تصريحات آل ثاني جاءت خلال مقابلة أجرتها معه قناة "روسيا اليوم" على هامش زيارته للعاصمة الروسية موسكو اليوم السبت.
وعبر عن أسفه أن "الدول (السعودية والبحرين والإمارات) التي قامت بهذه الإجراءات غير القانونية (قطع العلاقات مع قطر)؛ أشركت فيها دولًا من خارج المجلس؛ وباتت تحشد دولًا أخرى لدعم إجراءاتها".
وأكد أن "العلاقات الخليجية القطرية كانت عادية جدًا قبل اندلاع الأزمة بأيام".
وتابع: "لقد تفاجأنا بالحملة الإعلامية التي سبقت الإجراءات ضد دولة قطر، خاصة أنها كانت حملة مبنية على أخبار مفبركة بعد قرصنة (موقع) وكالة الأنباء القطرية".
وشدد آل ثاني على أنه "حتى اليوم لم نسمع إلا الاتهامات المرسلة، وما اتخذته تلك الدول من إجراءات ضد قطر، لم تتخذها ضد دول تعتبرها عدوة".
وتابع: "هناك علامة استفهام حول سبب هذا العداء لنا".
الأسباب التي قيل أنها دفعت تلك السعودية والإمارات والبحرين مصر لمقاطعة قطر، اعتبرها وزير الخارجية القطري "متناقضة".
وتساءل مستنكراً: "كيف يتهموننا بدعم حزب الله وإيران، وفي نفس الوقت نُتهم بدعم (تنظيم) القاعدة في سوريا، وكيف لي أن أدعم الحوثي (في اليمن) والإخوان (المسلمين) من طرف آخر".
ولفت إلى أن "هذه التناقضات هي أكبر دليل على أن الاتهامات الموجهة لقطر جزافية وغير محددة".
وأوضح أن "الحملة الإعلامية والشيطنة والأخبار الكاذبة ضد أمير الدولة (الشيخ تميم بن حمد) والمسؤولين القطريين، تظهر أن هناك شيئاً أكبر يخص قطر بحد ذاتها".
ونفى آل ثاني حصول أي لقاء بينه وبين قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
ووصف تلك الأنباء بأنها "من نسج الخيال، وجزء من حملة الفبركات والأكاذيب ضد قطر".
وحول جماعة الإخوان المسلمين، تساءل الوزير القطري: "هل هي مدرجة على قوائم الإرهاب في أمريكا؟".
وشدد على أن بلاده "لا تدعم الإخوان (…) نحن دعمنا حكومات في مصر وتونس؛ لأن علاقاتنا تُبنى مع الحكومات (…) فنحن دولة ولسنا حزبًا سياسيًا".
وتطرق الوزير القطري لقضية حركة "حماس" في فلسطين، لافتًا إلى أنها "تعتبر إرهابية بالنسبة لأمريكا، لكن بالنسبة لكل الدول العربية هي حركة مقاومة شرعية، ونحن ندعم الشعب الفلسطيني، ونتعامل مع السلطة الفلسطينية".
وأوضح أن "وجود حماس في قطر هو وجود سياسي، لكن قيادتها في فلسطين".
وعن القاعدة العسكرية التركية في بلاده، قال آل ثاني إن "قطر لديها الحرية في عقد اتفاقياتها العسكرية".
وحول علاقة قطر بإيران، أكد الوزير القطري أنها "علاقة واضحة وشفافة، وكلنا نريد علاقات إيجابية مع إيران فهي جار".
ولفت في هذا السياق إلى أن "هناك بعض الخلافات والتحفظات (مع إيران)، وقد كان هناك قرار مشترك لدول مجلس التعاون بالحوار الخليجي مع إيران".
وأشار إلى أن "إيران فتحت كافة الممرات الجوية (أمام الطائرات القطرية) عقب الأزمة (الخليجية)، كما عرضت علينا موانئها البحرية إلا أننا لم نستخدمها".
وشدد على أن "التجارة مع إيران ليست مجرّمة في دول مجلس التعاون".
وحول الوساطة الكويتية لحل أزمة السعوية والإمارات والبحرين مع قطر، لفت وزير الخارجية القطري إلى أن بلاده "ترحب بهذه الوساطة وتعطي لها أهمية خاصة (…) ولكن لم تأتنا طلبات واضحة حتى الآن".
وأكد أن "قطر بإمكانها أن تصمد غذائياً للأبد، خاصة أنها أعدت استراتيجيات لمثل هذه الأزمات وغيرها".
وحول إمكانية إغلاق قناة الجزيرة، أكد الوزير القطري أن "القرارات التي تمس الأمور الداخلية أو السيادة القطرية والسياسة الخارجية لها، تُقيّم في داخل قطر، ونحن لا نقبل الوصاية من أحد".
وفي السياق، أعرب عن استغرابه من أن يبني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته التي دعا فيها قطر لـ"وقف تمويل الإرهاب على آراء رؤساء دول لهم مواقف سياسية ضدنا".
وتعليقا على تصريحات ترامب، قال آل ثاني: "بالنسبة لتصريحات ترامب أمس والذي قال فيها إنه استمع من دول أن دولة قطر تدعم الإرهاب (..) كان من المستغرب أن يكون هذا التصريح مبنيًا على آراء رؤساء دول لهم مواقف سياسية ضد قطر".
وأكد أن "قطر بذلت جهودًا كبيرة في مكافحة الإرهاب وقامت بالكثير مع الحلفاء في هذا الصدد وعلى رأسهم واشنطن".
ولفت الوزير القطري إلى أن علاقة بلاده بأمريكا "علاقة تاريخية تمتد لعقود".
وأمس الجمعة، اتهم ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروماني كلاوس لوهانيس، في البيت الأبيض، دولة قطر بـ"تمويل الإرهاب"، وهو الأمر الذي تنفيه الدوحة بشدة.
ومنذ الإثنين الماضي، أعلنت 8 دول قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وموريتانيا وجزر القمر والمالديف، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.
من جانبها نفت قطر الاتهامات بـ"دعم الارهاب" التي وجهتها لها تلك الدول، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني .