على وقع الأزمة الخليجية، معركةٌ سعودية-قطرية تدور رحاها في الميدان السوري، بين المجموعات المسلحة، بهدفِ فرض النفوذ الميداني الكامل، لاستثماره اقليميًا.
تقرير عباس الزين
الصراعُ الخليجيُّ-الخليجي، الدائرُ بين قطر والسعودية، لم يأخذ وقتًا طويلاُ حتى ينعكس بشكلٍ مباشر في الميدان السوري، قتالاً بين الفصائل المسلحة المدعومة من الطرفين.
في إدلب، حيث تتجمع معظم الفصائل المسلحة بمختلف انتماءاتها الأيديلوجية والسياسية، معارك نفوذٍ، يسعى كل طرفٍ فيها الى فرض وجوده، وإلغاء الطرف الآخر بشكلٍ كلّي.
السعودية وقطر لاعبان أساسيان، يحركان تلك الفصائل ضد بعضها، بما تقتضيه الظروف الآنية، بغض النظرِ عن تحالفاتٍ سابقة بينها.
اشتباكات عنيفة شهدها ريف إدلب، بين "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا)، التي تتلقى دعمًا من قطر من جهة، و"فيلق الشام" الموالي للسعودية من جهة ثانية.
"فيلق الشام" الذي بايع بشكلٍ صريح السعودية، وأعلن مساندته الكاملة للرياض، عبر تجهيزه ألفي مقاتل ليكونوا تحت إمرة الملك السعودي، وفق ما جاء في بيانٍ نشره مسبقًا، تعرضت مقاره في إدلب لمداهمات واسعة من قبل مسلحي "هيئة تحرير الشام".
مقاتلو الهيئة، استقدموا رتلًا من مئات المسلحين الى المدينة، وأطلقوا نيران الرشاشات الثقيلة على مقاتلي "فيلق الشام"، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى.
"هيئة تحرير الشام" سيطرت على مقار "فيلق الشام" في ريف حماة الشمالي وعدة مقار في ريف إدلب الجنوبي وانذرته بإخلاء مقاره في إدلب، في حين اختار الأخير المواجهة، لتستعر الإشتباكات بينهما.
متابعون لفتوا، الى أن "النصرة" أكبر المستفيدين من الخلاف بين الدول الداعمة للمجموعات المسلحة في سوريا، لتبدأ بتصفية الفصائل المناوئة، وتعيد تركيب وترتيب القوى المسلحة الموجودة في إدلب، فـ"النصرة" التي حاولت فرض الاندماج بالقوة على عشرات آلاف مقاتلي "أحرار الشام" و"فيلق الشام" ستبدأ بحصد البيعات قريبًا من فصائلهم المنشقة.
اشتباكاتٌ مماثلة، كانت قد اندلعت في الغوطة الشرقية قرب دمشق. "جيش الإسلام" المدعومِ سعوديًا دخل في معركةِ طاحنة لا رجعة عنها بحسب قيادييه، ضد فيلق الرحمن وحليفته النصرة المدعومين من قطر. جيش الإسلام، وبعد هزيمته في الهجوم على أطراف دمشق واستعادة الجيش السوري لحيي القابون وبرزة، حشد قواته للإستئثار بقرار الفصائل المسلحة على تخوم دمشق.
بين إدلب وغوطة دمشق، اتخذت كل من قطر والسعودية قراريهما، بحسم المعركة لصالح الفصائل التابعة لها، والسيطرة على الواقع الميداني، في مشهدٍ يعكس حجم الخلاف الخليجي، ويكشف ان المعركة بدأت بين الرياض والدوحة مسبقًا، باختلافِ الميادين.