أعلنت أبو ظبي مواقف متشددة أزعجت أمير الكويت صباح الجابر الأحمد الصباح، وكشفت صعوبة حل الأزمة الخليجية، في وقتٍ تجهّز فيه الدوحة نفسها لمعركة طويلة الأمد، متأثرةً بدعمٍ عسكري واقتصادي.
تقرير عباس الزين
على وقع الوساطات المتنقلة بين العواصم الخليجية، يبدو أن أمير الكويت صباح الجابر الأحمد الصباح فهم مما سمعه، أن لا قدرة له على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، والسبب لا يكمن بعدم أهليته، بل لأن موقف الإمارات والسعودية من الكويت، لا يختلف موقفهما من قطر، وإنما المسألة تكمن في الوقت والأولويات الإقليمية.
ووفقًا لمصادر إعلامية متابعة، فإن أمير الكويت عبّر بصورة مبكرة عن قناعته بأن الأزمة داخل مجلس التعاون الخليجي “معقدة ومن الصعب معالجتها بوساطة تفصيلية”.
وكشفت المصادر أن أمير الكويت شعر بالصدمة وأدرك صعوبة الأمر، عندما أبلغه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان بأن ملف الأزمة مع قطر بيد نائب رئيس الدولة وحاكم دبي محمد بن راشد، وأن الاتصالات ينبغي أن تدار عبر الأخير.
وبحسب المصادر، فإن موقف بن زايد أزعج أمير الكويت الذي فهم بالنتيجة أن أبوظبي هي الأكثر تشدداً في المعسكر الخليجي، وموقفها أكثر حدة من السعودية التي تتحدث عن شروط، فيما تفضل أبوظبي عدم التفاوض.
تعامل أمير الكويت مع مطالبته بمقابلة نائب رئيس الإمارات محمد ابن راشد آل مكتوم بصفتها خطوة تظهر التشدد وعدم رغبة أبوظبي بحل المسألة، لا سيما أن بن راشد بعيد تماماً عن الأزمة. وقد ذكر مركز “ستراتفور”الأميركي، المعني بالدراسات الأمنية والإستراتيجية، إن الدوحة “تقوم بحفر خندقها من أجل معركةٍ طويلة”.
ورأى المركز أن صمود قطر أمام الضغوط المتزايدة سببه الدعم الذي تتلقاه من أماكن أخرى، من العلاقات العسكرية مع تركيا، التي لم تمكن الدوحة من تنويع شراكاتها الأمنية معها فحسب، بل وفرت لها أيضًا تعزيزًا في الصراع الحالي، وصولاً إلى روسيا التي شكلت مصدرًا قيمًا آخر لدعم قطر، لا سيما وأن الدوحة حققت دخلًا بنحو 2.5 مليار دولار لموسكو، وحصلت مؤخرًا على حصة كبيرة من شركة “روسنفت”، عملاقة النفط في روسيا.
ووفقًا للمركز، فإن الدعم الوسي سيعطي قطر مزيدًا من القوة في النزاع الدبلوماسي، مع إتاحة الفرصة أمام موسكو للتأثير على الوضع، ما يعرض العلاقات الأميركية مع الكتلة الخليجية للخطر، في وقتٍ لا تستطيع فيه واشنطن تحمل خطر تعجيل تفكك مجلس التعاون الخليجي، بسبب علاقاتها الاستخباراتية والأمنية والعسكرية العميقة مع المجلس.