أثبتت العمليات الإرهابية الأخيرة التي ضربت أماكن مختلفة في العالم فشل واشنطن في اختيار حلفائها في حرب اجتثاث الارهاب، وسط دعوات للبيت الابيض تحثه على تحسين علاقاته بإيران واعتبارها حليفاً أساسياً.
تقرير رامي الخليل
لم تنجح القمة الأميركية السعودية الإسلامية في تسويق فكرة شيطنة إيران باعتبارها الداعم الاول للإرهاب في العالم، خاصة وأن طهران تعمل في أكثر من اتجاه على مكافحة الجماعات الإرهابية المتشددة، كما في سوريا او العراق، ولعل استهداف البرلمان الإيراني ومرقد الإمام الخميني أبرزا ثقل إيران في الحرب على الإرهاب، على عكس ما تظهره الوقائع والتقارير التي تؤكد دعم دول حليفة للولايات المتحدة لأكثر من تنظيم متشدد مثل تنظيمي “القاعدة” و”داعش”.
ودعت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، في تقرير، واشنطن إلى مدّ يدها إلى إيران “لتسوية الخلافات العالقة بينهما والتحرك في اتجاه تسوية الأزمات المتعددة في الشرق الأوسط، خاصة وأن تحالفات واشنطن الحالية في المنطقة تتسم بالضعف، حيث يكاد الحكم في تركيا يتحول إلى نظام الحزب الواحد، فيما لم تعد السعودية سوى هيكلية ملكية أصابتها الشيخوخة، فضلاً عن الخلافات المستعرة داخل البيت الخليجي”.
واعتبر معد التقرير والأستاذ في جامعه هارفارد ستيفن والت أن مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء إيران تتسم بـ”الحماقة”، و”تتنافى مع مصالح واشنطن الاستراتيجية في المنطقة والعالم”، موضحاً أن ترامب “يواصل السياسة الخاطئة نفسها التي تسببت بإلحاق هزائم كبيرة ومكلفة بواشنطن في الشرق الأوسط”، داعياً إياه إلى “الحذر من السعودية واللوبي الصهيوني، وعدم الإصغاء إلى مطالبهما بشأن النزاعات القائمة ولا سيّما في ما يتعلق بالأزمتين السورية واليمنية”.
تقاطعت هذه الدعوة مع ما ذهب إليه موقع “المونيتور” الأميركي، إذ دعا إلى إعادة النظر في المنطق الذي أقام رابطاً بين إيران و”داعش” و”القاعدة”، وذلك نظراً إلى التكاليف الباهظة التي تكبّدتها الولايات المتحدة وحلفاؤها من جراء نهجهم هذا، معتبراً أنه حتى لو كانت لدى واشنطن وحلفائها خلافاتٍ مع إيران، إلا أن توحيد جهودهم لقتال عدوّهم المشترك المتمثل بـ”داعش”، أمرٌ من شأنه أن يكون منطلقاً جيداً وأساساً ثابتاً لردم الهوة القائمة.