على إثر الانتقادات التي طالت دعاة السعودية المؤيدين للحصار على قطر، تحدثت مصادر عن ضغوط تعرض لها هؤلاء وصلت إلى حد التهديد بالحبس في حال عدم دعم خطوات القطيعة مع قطر.
تقرير مودة اسكندر
بالتوازي مع الحملة الإعلامية الشرسة التي شنتها وسائل إعلام خليجية ومصرية على إثر قطع العلاقات مع قطر، كانت المؤسسة الدينية الخليجية تسير على الخطى نفسها في الترويج لهذه القطيعة مستخدمة عباءة الدين.
وطوال الفترة التي تلت فرض الحصار على قطر، برزت مواقف عديدة لمشايخ ودعاة وأئمة مساجد شاركوا في تبرير الحصار والترويج بأنه يصب في مصلحة القطريين. ليأتي الموقف الأبرز من أعلى مرجعية دينية سعودية، حيث اعتبر مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ أن القرارات التي اتُّخذت بحق قطر مبنية على الحكمة والبصيرة، وفيها فائدة للجميع.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر لصحيفة "الخليج الجديد"، أن ضغوطا كبيرة تمارس ضد دعاة سعوديين معروفين للتغريد ضد قطر ومهاجمتها، والإعلان عن تأييد الدول المقاطعة. وتابعت المصادر ذاتها أن وزارة الداخلية نبهت على مغردين سعودين استدعتهم، ومن بينهم علماء ودعاة، عدم التغريد أو إعادة التغريد بخصوص الأزمة مع قطر. وأضافت المصادر أن أحد الدعاة المعروفين والمتابع بشكل كبير على تويتر، تعرض للسجن لمدة يومين وسحب منه جواز سفره، وأجبر على إطلاق تغريدات كتبت له.
بدوره كشف حساب "العهد الجديد" على تويتر، أن الاستدعاءات جاءت من قبل الديوان الملكي، وأن من بين من تم استدعائهم، الداعية عوض القرني.
وفي تأكيد لهذا التهديدات، أثار الداعية السعودي محمد العريفي حالةً من الجدل الواسع بسلسلة تغريداتٍ هاجمَ فيها قطر واتهمها بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج. العريفي غرّد داعيا قطر إلى الصدق وترك السياسة غير الواضحة تجاه السعودية.
وفي موقف آخر مساند للحصار، نقلت وسائل إعلام سعودية عن إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس تحذيره من التعامل مع ما وصفها بـ"الفئة الضالة والجهات الإرهابية" المصنفة وفقا لما نص عليه البيان الخليجي بشأن قائمة الارهاب القطرية.
وعلى الخط نفسه، نشر الداعية عائض القرني صورة الملك وولي عهده، وولي ولي عهده، وعلق عليها: "اللهم احفظ مملكتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن". وعلى ذات المنوال جاء موقف الداعية صالح المغامسي الذي لم يتطرق للأزمة في تغريداته التي كانت أغلبها عن البرامج التليفزيونية، التي يقدمها في شهر رمضان.