بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه الخيار المنتجبين وسلم تسليما
الكافة من قبائل همدان الكرام وجميع قبائل اليمن والشعب اليمني العظيم سلمهم الله أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
لا يخفى على العالم أجمع ما قام ويقوم به النظام السعودي من فتنة وفساد في الأرض وسفك للدماء البريئة في أنحاء المعمورة منذ نشأته ، وما شنه من عدوان غادر في ليل أظلم على جاره اليمن والذي دخل يومه الثمانون إلا دليل على ذلك ، وما يقوم به من قتل وتدمير وحصار بري وبحري وجوي وتجويع بحقكم يا إخواننا في يمن الحضارة والتاريخ ، يمن الحكمة والإيمان ، وفي تدخل سافر في شئونكم الداخلية ولأسباب سياسية وسلطوية بحته لا تخفى على صاحب عقل , ولم يراعي في ذلك حق الله سبحانه وتعالى ولا حق الجيرة ولا أخلاق ولا أعراف ولا انسانية وقد تفاجأ بهذا العدوان شعب السعوديه كما تفاجأ به أهل اليمن حيث اعتاد هذا النظام على عدم أخذ مشورة أحد في قراراته .
ولم يكتفي نظام الفتنة بذلك ، بل تعداه إلى محاولة جر منطقة نجران إلى واجهة الحرب وإلى الاقتتال معكم يا إخوانهم وجيرانهم وأبناء عمومتهم والذين لا يطلب أحدكم الآخر شيء وذلك باستخدام عدة مواقع في نجران منذ الأسبوع الثاني للحرب في قصف مدفعي وكذلك جعل اسم نجران يتصدر الإعلام وبزخم كبير لتنفيذ مخطط فتنة بين الأخ وأخيه دون مراعاة أو تقدير لما يربطنا بكم من روابط دينية وقبلية وعلى وجه الخصوص ما يربطنا بقبائلنا ولحمنا ودمنا الذين يجمعنا بهم الجد الأكبر همدان . ولم يراعي النظام السعودي كل ذلك في نقضٍ واضح لجميع المعاهدات التي أبرمها مع أجدادنا سواء المعاهدة الأساسية الأولى في عهد الدولة السعودية الأولى أو المعاهدة الثانية المجددة للأولى في عهد الدولة السعودية الثانية أو المعاهدة الثالثة والأخيرة والتي انضمت نجران بموجبها إلى الحكم السعودي . ولم يراعي ما نصت عليه تلك المعاهدات وخان جميع ما أعطى عليه عهود الله ومواثيقه ولم يردعه لا دين ولا شيمة ، وخيانته للعهود معلومة ومعروفة للجميع وبمجرد الرجوع لها يتبين ذلك , كما أن تمركز قوات الجيش وقوات الحرس الوطني وخلايا القاعدة التكفيريين المستقطبين من عدة جنسيات ونشاطاتها في منطقة نجران تكشف عن نيته المبيتة في استخدام قوات الحرس الوطني والقاعدة ضد قبائلنا في حال رفضهم للحرب مع إخوانهم في اليمن في رسالة واضحة بأنه لن يتوانى في استخدام القوة للمضي في هذا المخطط المشين.
وبناءً على ما تقدم فإن الموقف يحتّم علينا القيام بما يقتضيه واجبنا الديني والقبلي والإنساني والأخلاقي تجاهكم يا إخواننا المعتدى عليكم وتجاه أبناء منطقة نجران على حد سواء ، وعليه نعلن أصالة عن أنفسنا ونيابة عن أحرار قبائل يام و ولد عبدالله وأهالي منطقة نجران عن الآتي:
أولاً : رفضنا القاطع للحرب واعتبارها عدواناً ظالماً على أهل اليمن لا يرضاه الله ولا رسوله , وتأييدنا الكامل لحقهم المشروع في الرد على العدوان وأخذ كامل حقهم.
ثانياً : إعتبار النظام السعودي خائناً لجميع المعاهدات السابقة مع قبائل يام وولد عبدالله وأهالي منطقة نجران ونحمله كامل التبعات المترتبة على ذلك.
ثالثاً : إعتبار جميع قوات النظام السعودي بكافة قطاعاتها والمتواجدة في منطقة نجران سواء المشاركه في الإعتداء على دولة اليمن أو الموجهة ضد أهالي منطقة نجران بأنها قوات محتلة ومعتدية.
رابعاً : لما هو معلوم لدينا وللجميع بأن النظام السعودي يسعى لبث الطائفية والمذهبية والفتن في المجتمعات وافتعال الحروب فإننا نتقدم بعهد الله وميثاقه بالأمان من طرفنا لجميع المذاهب والأديان والطوائف عملاً بقوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادو والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) حيث أعطاهم الله الأمان فمن ذا الذي يسلبهم إياه ، وكذلك نعاهد الله بنصرة الحق وأهله وأن ندور مع الحق حيث دار حتى ولو كان ضد أنفسنا وبأننا جميعاً إخوان وأعوان ضد من يستبيح الدم والعرض والمال من التكفيريين ومن أهل الفتن من أي مذهب كانوا. ونهيب بإخواننا من جميع المذاهب والطوائف والأحزاب بأن يتبنوا هذا العهد بجزأيه لوأد الفتنة وتعرية التكفيريين وأصحاب الفكر المنحرف في كل مذهب ودين.
أما إخواننا أحرار نجران فموقفكم هذا واجب عليكم ويتطلب منكم الالتفاف والتآخي ونبذ جميع خلافاتكم والوعي بما يحاك ضدكم والحزم مع كل من يساعد عدوكم في مخططه أو يساعد في تأجيج الفتنة والاختلاف بينكم إلى أن يأتي الله بالفرج وهو إن شاء الله قريب. كما نهيب بكل فرد
منكم بأن يعاهد الله ويعاهد نفسه بأن الجميع إخوانه وبأنه معهم في خندق واحد لا يفرقكم مذهب ولا بغضاء ولا عداوات سابقة ولا عصبية جاهلية وعلى إقامة الحق فيما بينكم وجعله المنطلق لكل أعمالكم وتوجهاتكم ، وبأنكم لحم و دم ورفاقه يلزمكم الجد والأرض والعرض والشيمة والقيمة والمصير المشترك وأن لا أحد يتدخل في معتقد أحد منكم ولا في فكره وبأن ذلك حق له ويخصه لوحده وله احترامه وكلاً حسابه على الله كما كان أجدادكم الذين سجلوا اسمكم في التاريخ , فإن أطلقتم نواياكم وفعلتم ذلك فأبشروا بالنصر والعز والتوفيق بإذن الله تعالى , وتعاهدوا بأن نجران السلام هي أرضكم وأرض أجدادكم لا يطمع فيها طامع ولا يتآمر عليها متآمر ولا يخونها خائن ومن يفكر بذلك فنحن وأنتم سيف قاطع ضده بعهد الله ورسوله , وبعدم التعاون مع قوات الاحتلال والعدوان أو المشاركة معهم بأي شكل من الأشكال في سفك دم إخواننا اليمنيين, وثقوا تمام الثقة بأنهم يهابونكم فأنتم أهل الأرض وأهل العقيدة وأنتم يام قتلة جبانها وهيبتكم مزروعة في قلوبهم إلى يوم الدين.
ونحن يا أهلنا في اليمن إذ نعلن موقفنا هذا فلا نطلب به سوى ما عند الله عز وجل وقياماً بما وجب علينا تجاهكم ونصرة للحق وأهله مؤتمرين في ذلك بما أمر به الله تعالى وأنبيائه ورسله عليهم السلام وعلى نهج آبائنا وأجدادنا ولن يثنينا من ذلك تخويف أو ترهيب أو مصالح دنيوية ، حيث وأن عدواناً بهذا الحجم وهذا التحالف الظالم ضدكم يوجب علينا أمام الله وأمام خلقه أن نقف وقفة صادقة معكم ولثقتنا بأنكم ستقفون هذه الوقفة مع إخوانكم قبائل يام وولد عبدالله لو كانوا في مكانكم. ونقول لكم بأننا إخوانكم ودمائنا من دمائكم وعدونا وعدوكم واحد ونحن معكم بأرواحنا وما نملك حتى تنالوا كامل ثأركم وحقكم ممن اعتدى عليكم. ونهيب بجميع إخواننا من قبائل الجنوب تحمل مسئوليتهم الدينية والقبلية والأخلاقية تجاهكم وهم أهل لذلك إن شاء الله.
هذا والله يعينكم ويعين من قام في الحق ونصره وأن يرد كيد الظالم في نحره وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه الخيار المنتجبين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوانكم أحرار قبائل يام و ولد عبدالله وأهالي منطقة نجران
عنهم الشيخ / عزيز بن حمد بن مهذل الصقور
التاريخ: 26/8/1436هـ ـ الموافق: 13/6/2015م