وجه الحرس الثوري الإيراني صواريخه الباليستية على صعيدين: الأول ميداني جغرافي ضد "داعش"، والثاني عسكري سياسي ضد السعودية أميركا والاحتلال الإسرائيلي.
تقرير عباس الزين
رسائلَ عديدة وفي اتجاهاتٍ مختلفة، حملتها الصواريخ الباليستية الإيرانية على التجمعات الإرهابية في دير الزور شرق سوريا.
استهداف تنظيم "داعش" لم يكن إلا جزءاً بسيطًاً من استهداف منظومة سياسية عسكرية إقليمية ودولية محركة للإرهاب.
تلميحات ولي ولي العهد محمد بن سلمان حول نيته نقل المعركة الى الداخل الإيراني، وما تبعها من هجماتٍ إرهابية على طهران، لم تكن لتمر من دون فرض قواعد اشتباكٍ جديدة بما يتناسب مع الخطوط الإيرانية الحمراء.
النائب محمد علي وكيلي، المتحدث الرسمي لحملة الرئيس روحاني أثناء الانتخابات الأخيرة، أكد في تغريدةٍ على "تويتر" أن إطلاق الصواريخ الإيرانية، هي رسالة مباشرة إلى السعودية، وأن إيران يمكن أن تطلق ألف صاروخ إذا دعت الحاجة.
تحذير طهران تحت عنوان "ليلة القدر"، تلقته الرياض فوراً وإن لم يصدر أي تصريحٍ رسمي من المسؤولين السعوديين بعد، لا سيما وأن الحرس الثوري وجه أصابع الإتهام مباشرة للسعودية في الهجوم الإرهابي على طهران.
الصواريخ الإيرانية التي قطعت مسافة 650 كيلومتراً، رداً على العمليات الإرهابية، قادرة أيضاً على قطع المسافة ذاتها في أي اتجاه، كردٍ على اعتداءٍ عسكري خارجي، في وقتٍ تسعى السعودية إلى حشد تحالفٍ عسكري ضد إيران باسم "الإرهاب".
الصواريخ الباليستية الإيرانية سُمِعَت أصداؤها في أميركا أيضاً، بكثيرٍ من التحدي والإستعداد لأي تصعيد سياسي أو عسكري، إذ يأتي إطلاق الصواريخ، بعد ثلاثة أيامٍ من موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على فرض عقوبات جديدة ضد طهران، بسبب تجارب صاروخية، فكان الردُّ الإيراني بتحويل التجارب الى استخدامات فعلية بأهدافٍ محددة.
إسرائيلياً، كانت الأمور أكثر صراحة، بما أن التهديدات الإيرانية للاحتلال خارج الحسابات السياسية الإقليمية ومرتبطة بوجود الكيان لا سياساته.
المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية روي بن يشاي اعتبر أن الصواريخ الإيرانية تمثل إشارة إنذار ليس لـ"إسرائيل" فقط، إنما لدول الخليج العربية وكذلك للولايات المتحدة، وإذا أصابت الصواريخ أهدافها حقا على بعد 600 كيلومتر فإن هذا الأمر يظهر أن لدى إيران خيارات أخرى في مواجهة "إسرائيل".