طعنت السعودية والإمارات، المغرب، طعنة موجعة في خاصرته، على خلفية موقفه من الأزمة الخليجية مع قطر.
تقرير محمود البدري
كل من ليس معنا في الخندق، هو عدونا. بهذا المبدأ تعمل الرياض وأبو ظبي فيما يتعلق بالأزمة الخليجية مع قطر.
المغرب الذي يواجه مصاعب سياسية داخلية بسبب حراك الريف، فضل الاستقلالية التامة عن المحور السعودي – الإماراتي، ونأى بنفسه خشية من مغامرة عسكرية ضد قطر. فوصل نصل السكين إليه ليطعنه في خاصرته الرخوة بعد أن اتخذ موقفا حياديا وحاول لعب دور الوسيط لحل الخلافات، ما دفع كل من السعودية والإمارات، إلى توجيه تهمة الخيانة اليه، والاصطفاف إلى جانب الدوحة.
ما لم يكن ينتظره الملك محمد السادس هو محاولة التعامل مع بلاده، وكأنها إمارة صغيرة تدور في فلك الرياض وأبو ظبي، اللتين وظفتا عبر وسائل إعلامهما قضية الصحراء للتهجم على المغرب. وبُثت تقارير تصور المغرب كقوة احتلال، وتُقدم جبهة البوليساريو كدولة، باستعمال مسمى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
بحسب مراقبين، فقدت العلاقات المغربية الخليجية الثقة، لا سيما وأن المغربيين يعتبرون قضية الصحراء مقدسة.
فيما وصف متابعون للعلاقات المغربية مع الخليج ما جرى بأنه أشبه بالصدمة، لا سيما بعد أن وقفت المغرب مع السعودية في جميع الأزمات، ووقعت في مشاكل مع إيران كرمى لعيون المملكة، إلا أنه ما كان للأخيرة إلى أن وجهت طعنة للمغرب، لوقوفه على الحياد، وضربته في وحدته الوطنية في الصحراء.