بين الرقة والموصل واقتراب انتهاء تنظيم “داعش” بعد طرده من أهم معاقله، تقف واشنطن حائرة، ساعية إلى الاصطياد في الماء العكر بالرغم من التحذيرات الروسية ودعوات موسكو إلأى تجنب استفزاز الجيش السوري.
وزعم البيت الأبيض، في بيان، امتلاك واشنطن ما يدعوها إلى الاعتقاد بأن الاستعدادات جارية لتنفيذ الجيش السوري هجوما بالأسلحة الكيماوية. وحذر البيت الأبيض، في بيان أصدره يوم الإثنين 26 يونيو/حزيران 2017، الرئيس السوري بشار الأسد بأنه “سيدفع “ثمناً فادحاً” هو وجيشه إذا شن هجوما بالأسلحة الكيماوية، وزعم أن التجهيزات التي تقوم بها سوريا “تماثل تلك التي اتخذت قبل هجوم بالأسلحة الكيماوية” في 4 أبريل/نيسان 2017.
وقال مسؤول مطلع على معلومات استخبارية إنه على الرغم من ان معلومات المخابرات ليست حاسمة فقد قررت الإدارة سريعاً إصدار التحذير العلني بشأن “عواقب شن هجوم كيماوي آخر على المدنيين”.
ويأتي هذا التلويح بضرب الجيش السوري بالتزامن مع تقدم ميداني يحرزه الجيش السوري يشي باقتراب نهاية “داعش”، ما يطرح أسئلة حول صحة الاتهامات والتبريرات التي تقدمها واشنطن لضرب سوريا.
ويؤكد هذه الشكوك بنوايا واشنطن الكاتب الأميركي سيمور هيرش، في مقال له نشرته صحيفة “بيلد” الألمانية، عرضت خلاله لوقائع الضربة الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة لـ”قاعدة الشعيرات” العسكرية السورية في مدينة حمص، قبل أشهر.
ونقل الكاتب عن مصادر في الحكومة والقوات الخاصة الأميركية قولها إن واشنطن تعمدت الدعاية الإعلامية التي هاجمت من خلالها الرئيس الأسد واتهمته باستخدام السلاح الكيميائي، وذلك للتغطية على القرار الخاطئ بضرب القاعدة السورية بصواريخ مجنحة.
وأشار الكاتب إلى أن القوات السورية نفذت ضربة جوية لمقر اجتماع قيادة الإرهابيين، وكان يوجد في هذا المقر أيضاً أسلحة وذخائر ومواد كيميائية أهمها مادة الكلور، ما تسبب بسحابة سامة، وكان الأميركيون يعلمون سبب انتشار هذا الغاز السام، الا أن استخدام القوات السورية للسلاح الكيميائي هو مجرد “قصة مفبركة”، استخدمها ترامب لضرب القاعدة الجوية السورية، وفقاً لهيرش.