يبدو أن الأزمة الخليجية مع قطر تتصاعد وتتظهر أسبابها بوضوح بعد وصول قوات عسكرية تركية إلى الدوحة، ما أشعل غضب الجوار الخليجي ودفعهم للحديث علناً عن تصعيد عسكري لن تتحمله قطر كما جاء في تغريدات وزير خارجية البحرين.
تقرير بتول عبدون
أطل وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة معلناً صراحة ما يدور خلف الكواليس الخليجية وعلى رأس قائمتها السعودية، بأن انفراد قطر بالتحالف مع دول خارج النظام الإقليمي “يضرب أساسات الالتزام مع دول مجلس التعاون الخليجي”، معتبراً أن “إحضار الجيوش الأجنبية هو التصعيد العسكري الذي تتحمله قطر”.
وأكد خليفة، في سلسلة تغريدات عبر حسابه في “توتير”، أن “أساس الخلاف مع قطر هو سياسي وأمني ولم يكن عسكرياً قط”. جاء هذا الإعلان الصريح بعد وصول خمس مدرعات و23 جندياً تركياً إلى قطر، في عملية انتشار تسمح بإرسال قوات إلى القاعدة التركية فيها، حيث يتمركز قرابة 90 جندياً.
واعتبرت مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة أن الإنفتاح التركي الكبير على قطر واحد من أكثر النقاط حساسية بالنسبة إلى دول الخليج وعلى رأسها السعودية، موضحة أن الرسائل التي ترد من عواصم دول المقاطعة تؤشر على التشدد بسبب العنصر التركي في المشهد.
يشير دبلوماسيون إلى أن الرئيس التكي رجب طيب أردوغان أصبح لاعباً أساساً في الأزمة الخليجية بسبب الرافعة القطرية، وأنّه ينوي الاستثمار في المشهد سياسياً وإقليمياً وإقتصادياً أيضاً. وتبلغت أوساط سياسية أردنية من دول الخليج المقاطعة لقطر أن موقف أنقرة من النقاط التي تثير تعقيدات في الموقف الخليجي، خصوصاً وأنها لم تتوقع الإسراع في نقل قوات تركية إلى قطر، الأمر الذي وصف بأنه مفاجأة لم تكن بالحسبان.
وكما هو مجرب بحسب السياق التاريخي، فإن القوات التركية لا تدخل أرضاً خارج حدودها وتخرج منها بسهولة، وتجربة العراقيين مع القوات التركية في معسكر بعشيقة قضاء الموصل مثال أخير يثير القلق السعودي.
من هنا، ستكون القاعدة التركية في قطر إحدى أبرز النفاط التي ستدخل في اللقاء الذي يجمع وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، بنظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي محمد العبد الله الصباح، في واشنطن، خصوصاً أن القرار الأميركي لن يكون لصالح الوجود التركي في قطر، فالدعم الأميركي لأكراد سوريا من شأنه تحجيم دور أنقرة لعب أدوار عسكرية في المنطقة، لا سيما في الخليج حيث المصالح الأميركية الكبرى.