تراجع وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس عن تصريح البيت الأبيض برصد تحركات لشن الجيش السوري هجوماً كيميائياً بعد فشل واشنطن في تقديم أدلة على ادعاءاتها وسماع ردود قوية من حلفاء إيران جعلت المراوغة الأميركية مكشوفة.
تقرير هبة العبدالله
بينما يرسم الجيش السوري وحلفاؤه خطوطاً جديدة توسع تحركاتهم في الميدان السوري عسكرياً، تتبدى من واشنطن محاولات لاستعادة زمام الحرب. تلوح واشنطن باستخدام السلاح الكيميائي في سوريا أو التحضير لهجوم كيميائي فتنجلي ملامح سيناريو ما تحضر له الولايات المتحدة. تعود رواية الكيميائي من جديد فتقرع طبول الحرب.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، مساء الإثنين 26 يونيو/حزيران 2017، أن الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيميائي آخر قد يؤدي لعملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء.
يهدد المسؤول الأميركي دمشق مذكراً بالهجوم الكيميائي الذي وقع في خان شيخون في أبريل/نيسان 2017 والذي لم تنجح واشنطن بإثبات تورط الحكومة السورية، فيه وردت عليه بضربة عسكرية شملت إطلاق 59 صاروخ “كروز” على “قاعدة الشعيرات” الجوية في إدلب.
وكأن القيادة الأميركية كشفت حجتها لقصف أهداف عسكرية سورية لتظهر التهديدات الأخيرة كذريعة لشق خلاف جديد مع سوريا وتمديد الحرب فيها أكثر والانتقال إلى المرحلة الثانية المجمدة منذ بداية الأزمة بإسقاط النظام في سوريا، أي إسقاط دمشق.
تسجل منذ أيام حركة جوية أميركية غير اعتيادية فوق سوريا كما وتكثيف جمع المعلومات الاستخبارية جواً على امتداد الساحل السوري بما يؤشر إلى ترتيبات لحدث ما. إلا أن موسكو ردت على الحيلة الأميركية وعلى نشاطها الاستخباري الكثيف على لسان نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف الذي يحذر واشنطن من الأعمال الأحادية الجانب في سوريا ويرفض ما يصفها بـ”محاولات أميركا زيادة التوتر في سوريا”.
التقدم الكبير الذي حققه الجيش السوري في حلب وحمص وحماة، وريف دمشق وفتح الحدود السورية العراقية في الشرق واستعادة العديد من آبار النفط والغاز التي كانت تحت سيطرة “داعش” في دير الزور، تراه واشنطن تجميعا لنقاط خسارتها وتبادر إلى إشعال الحرب من بادئها، إلا أن تهديدات الروس والإيرانيين كانت واضحة وصريحة بعدم استفزاز دمشق وجر حلفائها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.