تتسارع المؤشرات التي تنبىء بقرب ذهاب السعودية إلى التطبيع العلني مع اسرائيل، وقد تنافست الفئات المثقفة والسياسية لدى الطرفين على تمهيد الأرض لتمرير عملية التطبيع.
تقرير رامي الخليل
ما كان حتى الأمس القريب يُهمس في الدوائر المغلقة، بات اليوم على الملأ، وفيما أصبح مرتقباً أن يدخل التطبيع بين السعودية وإسرائيل مرحلة التنفيذ قريباً، نشط مثقفون وسياسيون وإعلاميون في تهيأة الظروف لذلك، على أن أولى المراحل بدأت مع تنازل نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير إلى الرياض.
وأعلن اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية ومدير “مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية” أنور عشقي صراحة أن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بات في ملعب الكيان الصهيوني، ما يعني أن الرياض حسمت أمرها في هذا الشأن.
واعتبر عشقي، أثناء ترويجه للتطبيع خلال لقاء لموقع “دويتشه فيله” الألماني، أن التطبيع مع إسرائيل “يعد أكبر ضمانة لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم”، مؤكداً أن الدول الإسلامية بأكملها “ستحذو حذو السعودية وستطبع مع كيان الاحتلال، ومن شأن ذلك كسر العزلة بين إسرائيل ودول المنطقة”.
عشقي الذي سبق نشرَ مقابلتِه بساعات إطلاق وسم “سعوديون مع التطبيع” على موقع تويتر، اعتبر أن سيطرة السعودية على جزيرتي تيران وصنافير يعني أن الرياض “باتت تشترك مع القاهرة في السيطرة على الممر الذي تمر منه السفن الإسرائيلية”، و”بالتالي من الطبيعي أن تنسج المملكة علاقة” مع كيان الاحتلال.
وكان العداء لإيران الحاضر الأبرز في حفلة التطبيل للتطبيع، فالعمل على شيطنة طهران كان السمة الأبرز خلال الفترة السابقة، وقد جهدت الرياض ومعها عواصم عربية وخليجية عدة لتصوير إيران على أنها العدو الذي يهدد استقرار المنطقة، فيما باتت إسرائيل الصديق والحليف القوي الذي يمكن الاستعانه بقدراته للحد من نفوذ طهران.
يؤكد هذه الخطوات أيضاً ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن مفاوضات سرية بين السعودية وإسرائيل لإطلاق رحلات جوية مباشرة بينهما تقل الفلسطينيين إلى مكة لأداء فريضة الحج، وقد سبق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أن دشن خلال زيارته الاخيرة إلى المنطقة هذا الخط الجوي.
ولم يتأخر المتحدث باسم جيش الحرب الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عن الإدلاء بدلوه بشأن التطبيع، فضلاً عن الدعوة التي وجهها وزير الاستخبارات الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى الملك سلمان لإيفاد إبنه وولي عهده محمد بن سلمان في زيارة رسمية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.