بعد أيام من تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، منحت السفارة السعودية في القاهرة البرلمان المصري 78 ألف تأشيرة حج لتوزيعها على أعضاء البرلمان بواقع 3 تأشيرات لكل نائب وذويه.
تقرير: شيرين شكر
بدأت أولى شرارات الرضا السعودي تهل على مصر كـ”رد للجميل”. مكافآت، إغراءات، هي توصيفات تنطبق على 1800 تأشيرة مجاملة منحتها السفارة السعودية للبرلمان المصري، لتوزيعها على أعضاء البرلمان بواقع 3 تأشيرات لكل نائب وذويه.
هي تأشيرات حج مخصصة لمصر تحصل عليها القاهرة كل عام، إلا أنه في عام 2017 فاق عدد التاشيرات 3 أضعاف التأشيرات التي حصل عليها المجلس النيابي في عام 2016، لتصل إلى 78 ألفاً و138 تأشيرة بدلاً من 62 ألفاً و511 تأشيرة.
وتوزع السفارة السعودية في القاهرة كل عام ما يُعرف بـ”تأشيرات المجاملة” على مؤسسات الرئاسة والبرلمان ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية، وعدد من الجهات السيادية، والصخف الحكومية والخاصة، إضافة إلى كبار الكتاب والإعلاميين والدبلوماسيين، ممن لم يتسنَ لهم الحصول على تأشيرات من الحصة الرسمية.
وتأتي هذه التأشيرة بعد تعرض البرلمان المصري لموجة من الهجوم وصلت إلى حد عدم الاعتراف بشرعيته، عقب إقراره اتفاقية تسليم السلطة على جزيرتي “تيران وصنافير” إلى السعودية، إذ أعلن عدد من رموز العمل العام في مصر عن سقوط شرعية النظام على اختلاف مؤسساته، على خلفية تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على اتفاقية الجزيرتين والتي حكمت المحكمة الإدارية العليا ببطلانها، وأيدت حكم القضاء الإداري بمصريتهما.
وتفادى نواب صوتوا لمصلحة تلك الاتفاقية الحضور في دوائرهم خلال الفترة الماضية خوفاً من مواجهة ناخبيهم، على خلفية “قوائم العار” التي انتشرت بأسمائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت يرى فيه 11 في المئة فقط من المصريين أن الجزيرتين سعوديتان، وفق استطلاع أجراه مركز “بصيرة” المحسوب على النظام الحاكم.
إذن، هي تأشيرات ترد بها السعودية جميل الحكومة المصرية الراضخة لأهواء المملكة، فهل ستكون آخر المكافآت؟ أم أن نعيم سعودي ستشهده الحكومة المصرية قريباً؟