عادت القوات الإماراتية المشاركة في تحالف العدوان السعودي على اليمن إلى تصدُّر المشهد العسكري في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء، بالتوازي مع تصاعد الأزمة الخليجية بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين من جهة ثانية.
تقرير: شيرين شكر
تنعكس الأزمة الخليجية وحملة القطيعة ضد قطر على ميدان الجنوب اليمني. وبالتوازي مع تصاعد الأزمة الخليجية بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين من جهة ثانية، عادت القوات الإماراتية المشاركة في تحالف العدوان السعودي على اليمن، لتصدُّر المشهد العسكري، في محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء.
وحملت العودة الإماراتية إلى محافظة مأرب حيث المعقل الرئيس لجماعة “الإخوان المسلمين” في اليمن، إشارات صريحة إلى اعتزام حكومة أبوظبي تعويض خسائرها السياسية في مناطق جنوب اليمن، عبر تقوية حضورها في مأرب على حساب حضور “حزب الإصلاح” المحسوب على “الإخوان”، وتوجهاً لخوض معركة غير مباشرة مع دولة قطر على صحراء مأرب، من خلال تقليم أذرع الدوحة العسكرية والقبلية في المحافظة النفطية.
ويعزز هذه الفرضية معلومات كشفها في وقت سابق مصدر عسكري تفيد ببدء عملية فرز لعناصر بعض التشكيلات العسكرية الموالية للتحالف، بحيث يتم إزاحة المنتمين لـ”حزب الإصلاح” وإحلال عناصر من خارج الجماعة مكانهم.
وارتفع منسوب الاتهامات المتبادلة بين الإمارات و”حزب الإصلاح” عقب نشر منظمة تتبع “الإخوان” تقريراً يتهم القوات الإماراتية بإدارة معتقلات سرية جنوبي اليمن. وبلغ التصعيد الإعلامي ذروته بنشر وسائل إعلام إماراتية تقريراً بدا في نظر كثيرين تسويغاً من جانب الإمارات لطرد عناصر الحزب الموجودين في الأراضي السعودية.
وفي هذا السياق، اتهمت صحيفة “البيان” الإماراتية قيادات وإعلاميين من “الإخوان” في اليمن بإدارة حملة مدعومة قطرياً ضد التحالف من داخل الرياض. وألقت أزمة الخليج بظلالها على مواقف إخوان اليمن من العدوان السعودي، خاصة بعد طرد قطر خارج التحالف، حيث لوحظ تحول في مواقف ناشطين وإعلاميين من “حزب الإصلاح”.
ولا يمكن الفصل بين التصعيد الإماراتي ضد إخوان اليمن عن سياق الأزمة القطرية، حيث تحاول حكومة أبوظبي تقويض النفوذ القطري عبر قصقصة أذرع الدوحة العسكرية والقبلية في اليمن، مستفيدة من تلبس “حزب الإصلاح” بعلاقة متينة بتنظيمات إرهابية ومتطرفة، على رأسها تنظيم “القاعدة”.