بينما ثبت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دعائم صعوده إلى العرش، فإن ولي العهد الجديد لن يحضر في قمة دول الـ20 بعد يومين، بديلاً عن الملك الذي سيتجمّ في مدينة طنجة المغربية. وفيما يبدو غياب الملك وولي عهده ملفتا للانتباه فإن الأنظار تتوجه إلى الداخل السعودي حيث تشهد المملكة ضجيجاً في القصر منذ الانقلاب الأخير.
تقرير هبة العبدالله
لن يحضر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قمة مجموعة الدول الـ20 المقرر عقدها في مدينة هامبورغ الألمانية يومي 7 و8 يوليو/تموز 2017. هكذا جاء تصريح المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت مطلع الأسبوع الحالي مثيراً للاستغراب. زاد الأمر غرابة مع ورود معلومات تفيد بقرار إيفاد وزير المالية محمد الجدعان لحضور القمة نيابة عن الملك، فيما كان متوقعاً أن يتولى ولي العهد الجديد هذه المهمة وهو الذي زاحم الملك وولي العهد السابق على تمثيل بلاده في مناسبات عدّة.
ووسط زحمة الأحداث السياسية والاقتصادية والداخلية التي تعيشها المملكة، بدا لافتاً للانتباه غياب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بديلاً للملك في القمة التي يحضرها 20 زعيماً بينهم الروسي والأميركي وآخرون أوروبيون ليفوت الأمير الشاب صاحب “رؤية 2030” الذي يخوض منذ عامين معارك عدة لإثبات جدارته في الحكم يتقدمها الملف الاقتصادي الفرصة الذهبية، في اللقاء مع زعماء العالم وتبادل الآراء معهم.
إلا أن أسئلة عدة تطرح عن غياب الملك وابنه ولي العهد وعما يمكن أن يحضر في المملكة السعودية بخصوص الحكم في هذه الأثناء وقبيل عقد قمة الـ20 التي تعتبر على درجة عالية من الأهمية بالنسبة إلى المملكة المتباهية بخطتها الاقتصادية الحديثة ومكانتها الاقتصادية المتقدمة في الشرق الأوسط.
كما أن تفسيرات عدة تبرر تعذر حضزر الملك منها ما هو مرتبط بأوضاعه الصحية وهو الغائب عن المسرح السياسي منذ الحدث الكبير بتعيين نجله ولياً للعهد قبل قرابة الأسبوعين. لكن تحليلات أخرى تربط غياب الملك بإمكانية صدور مراسم ملكية جديدة لاستكمال التغييرات في قمة الحكم وترتيب مؤسساته بما يعزز سلطات بن سلمان.
وبمطلق الأحوال، فإن غياب رأس القيادة السعودية عن الحضور الوازن في قمة الـ20 وتخفيض تمثيلها بين زعماء العالم يزيد تخدير الشارع السياسي الداخلي والخارجي بعد العاصفة التي أثارها تعيين بن سلمان في ولاية العهد وهو هدوء يبدو مضللا أمام حالة الانتقال غير المكتملة للحكم ولا ينذر إلا بمزيد من المفاجآت.