معركة افتراضية برجالات سياسيين تُدار في ساحات العالم الافتراضي. مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني الذي دخل الأزمة الخليجية من باب التحريض والفبركات الإعلامية، يسجل مستوى جديداً من الانحطاط بمواقف نجح في توريط الإعلام السعودي الرسمي بها.
مودة اسكندر
وصل المستشار في الديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، سعود القحطاني، إلى مستوى جديد من السفاهة والانحطاط الإعلامي. فبعدما لمع نجمه في الفترة الأخيرة كأحد أبرز رجالات ولي العهد محمد بن سلمان وأحد أدواته الفاعلة مؤخرا في التحريض على الأزمة الخليجية مع قطر، نجح القحطاني للمرة الثانية في توريط قناة “الإخبارية” بتغريدة على “تويتر” مسيئة إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وأرفق الحساب الرسمي للقناة السعودية صورةً لأمير قطر في أثناء زيارة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز إليها بكلمات نابية، وتعرضت القناة، بسبب هذه التغريدة، لحملة انتقادات لاذعة على “تويتر”، ما اضطرها إلى حذفها، وهاجم مغردون عرب، ومن بينهم سعوديون، “الإخبارية” ووصفوها بأنها “سخيفة وغير مهنية” و”خالفت كل التقاليد والأعراف”، منتقدين مستوى “الانحدار” الذي وصلت إليه القناة.
من جهته، استنكر رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية، عبد الله العذبة، المستوى الذي وصلت إليه “الإخبارية”، وقال في تغريدة له على “تويتر”: “صدق أو لا تصدق. هذه قناة الإخبارية “الرسمية” في المملكة وليس إعلام (الرئيس المصري عب الفتاح) #السيسي”.
أما على حساب القحطاني، فاندلعت معركة افتراضية بين الأخير وعدد من المغردين، ما دفع القحطاني إلى الدفاع عن مواقفه بتغريدة اعتبر فيها أن المرحلة الحالية “تحتاج إلى هذا المستوى من التصريحات”، بينما اتهم مغردون القحطاني بـ”اللجوء إلى فبركات افتراضية مدفوعة الثمن”، معتبرين أن ابن سلمان أوكل للمستشار الملكي “مهمة التواصل مع أبرز المغردين السعوديين، لترغيبهم أو لترهيبهم”، وهو ما سبق أن أكدته صحف غربية من بينها “وول ستريت جورنال”، ما نتج عنه اختفاء عدد كبير من هؤلاء عن الساحة الافترضية.
ونشر عدد من المغردين معلومات تكشف عن أموال تدفع إلى حسابات كبيرة ونشطة، تصل إلى 367 ريال لكل ألف متابع. وليست هذه المرة الأولى للقحطاني التي ينشرها فيها تغريدات وصفت بـ”السطحية” “والصبيانية”، إذ سبق للأخير أن علق على قائمة المطالب الـ13 من دول المقاطعة لقطر بتغريدة لاقت ردوداً غاضبة طالبت بعزله من منصبه الرسمي.
وقبلها، ورَّط القحطاني السعودية والإمارات؛ باتهام قطر بالضلوع في خطة لاغتيال الملك عبد الله. ولم ينسَ القحطاني إقحام ملف العوامية في تصريحاته، فنشر تغريدات اتهم فيها قطر بتمويل ما سماه “الإرهاب في العوامية”، زاعماً أن المليارات التي أرسلت إلى إحدى الدول بحجة فك الرهائن هي في حقيقتها “من أجل هذا الغرض”، وهو موقف سرعان ما تبناه الإعلام السعودي مروجاً له، ما أثار سخرية عدد من المغردين في العوامية.