مع اقتراب قمة الدول الـ20 واللقاء المرتقب بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، تتصدر تصريحاتٌ أميركية مستجدة المشهد، على وقع التصعيد الميداني الروسي في سوريا.
تقرير: عباس الزين
تتناقل روسيا والولايات المتحدة، في خضم التطورات العسكرية، الرسائل السياسية ضمن مواجهةٍ غير مباشرة توضح موازين القوى الحالية في الميدان السوري.
يبدو انعكاس تلك الرسائل واضحاً في المواقف التي تتبناها كل من موسكو وواشنطن إزاء الأحداث المتسارعة. فإسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة إسرائيلية من دون طيار، يوم 4 يوليو/تموز 2017 في محافظة القنيطرة جنوب سوريا يحمل في طياته تصعيداً روسياً بغض النظرِ عن الخطوة السورية.
ووفقًا لمصادر، فإن موسكو زودت دمشق بمدافع الكترونية يمكن أن تشوش على الطائرات الإسرائيلية ما يؤدي إلى شل فاعليتها وإسقاطها، وتكمن أهمية تلك المدافع في امتلاكها عدداً كبيراً من الهوائيات يمكن من خلالها رصد الطائرات الإسرائيلية الحديثة المصنوعة من البلاستيك على عكس أجهزة الرادار التقليدية.
وإلى جانب تلك المدافع التي دخلت نطاق العمل الميداني، لا يستبعد خبراء عسكريون قيام روسيا بتزويد الدفاعات الجوية السورية بصواريخ من طراز “أس 300” للتصدي لأي طائرات حربية إسرائيلية أو أميركية إذا ما حاولت الاعتداء على الجيش السوري.
وقابل مواقف موسكو الحازمة إلى جانب الحكومة السورية تراجعاً في حدة التصريحات الأميركية، ما يؤشر على وصول الرسالة العسكرية الروسية إلى البيت الأبيض.
ونقلت صحيفة “فورين بولسي” الأميركية عن 3 مصادر دبلوماسية قولها إن وزير الخارجية الأميركي ريك تيلرسون أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد حالياً في أيدي الروس، وإن أولوية إدارة ترامب حالياً تقتصر على هزيمة تنظيم “داعش”.
على الرغم من التصريحات الأميركية المستجدة، فإن التعويل على الخطاب الأميركي الآني أمر غير ممكن، خاصة إذا ما استذكرنا حادثة استهداف “قاعدة الشعيرات” في حمص، التي سبقها بـ3 أيام إقرار ترامب ببقاء الرئيس الأسد. لكن ووفقاً لمتابعين، فإن واشنطن ما كانت لتعلن هذا الموقف في حال كانت وقائع الميدان مخالفة. وبعد هزيمة تنظيم “داعش” وتخبّط الجماعات التكفيرية في ما بينها بسبب صراع المصالح الإقليمي القائم بين تركيا وقطر من جهة والسعودية من جهة أخرى، لم تعد واشنطن تمتلك سوى المسلحين “الأكراد”، وهم غير قادرين على تغيير المعادلات في الميدان السوري، بشكل يسمح للولايات المتحدة فرض شروطها.