أعلنت واشنطن استعدادها للتخلي عن مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في إطار استراتيجية جديدة وضعها البيت الأبيض حيال الأزمة السورية، وفقًا لما ذكره موقع “ديلي بست” الأميركي.
تقرير عباس الزين
أرغم التقدم العسكري الكبير للجيش للسوري وحلفائه في كافة المحافظات السورية. الإدارة الأميركية وكنتيجةٍ للتطورات الميدانية، على طرح خطط استراتيجية جديدة، بخطابٍ وتصريحاتٍ مغايرة لما سبقها، تهدف من خلالها إلى تقليل الخسائر، إلى جانب مجاراة التقدم الروسي في الملف السوري المتشعب.
وأكدت مصادر في الإدارة الأميركية و”الكونغرس” لموقع “ديلي بيست” الإلكتروني ان فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح “استراتيجية جديدة حول سوريا” تتضمن عناصر أساس، منها إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، والقبول بفكرة “المناطق الآمنة” التي طرحتها روسيا وحلفائها، والتعاون مع موسكو الذي يشمل قيام قوات روسية بتسيير دوريات في بعض المناطق السورية. وفيما تترك واشنطن مهمة حفظ النظام لروسيا والحكومة السورية في المناطق التي تسيطر عليها، سيتولى هذا العمل في المناطق الأخرى حلفاء الولايات المتحدة، مثل “قوات سوريا الديمقراطية”.
ووفقاً للمصادر، فإن مستشاري ترامب كزوج ابنته جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بدأوا منذ اشهر بالمساعي لتعزيز التنسيق مع روسيا في سوريا. ونقل الموقع عن المصادر قولها إن التنسيق مع روسيا من اجل منع وقوع اشتباكات او التصعيد “بين القوى العظمى” هو “اعتراف بالواقع”. وبحسب الموقع، فإن مسؤولاً أميركياً أكد أن إدارة ترامب مستعدة للقبول ببقاء الرئيس الأسد في الحكم بعد زوال “داعش”، وفي الوقت عينه فإن الإدارة الأميركية تستبعد فكرة “إبعاد موسكو عن طهران على المدى القصير”.
ستلقي الخلافات المتصاعدة بين البيت الأبيض والكونغرس بظلالها على الرؤية الجديدة لترامب، لا سيما وأنها ترتبط مباشرة بالعلاقة بين واشنطن وموسكو.
وأشارت مصادر في “الكونغرس” إلى أن مشروع الميزانية العسكرية السنوية المرتقب أن يصدر عن لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ سيفرض حظراً على التعاون مع الجيش الروسي، مضيفاً أن استراتيجية ترامب الناشئة حيال سوريا ستواجه على الأرجح معارضة شديدة داخل الكونغرس من قبل شخصيات معروفة بعدائها لروسيا وسوريا، مثل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون مكاين.