السعودية / سي أن أن – قال باحث أمريكي متخصص في شؤون الإرهاب إن موقف مفتي السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الذي اعتبر داعش تنظيماً “معاديا للإرهاب” يعادل من حيث أهمية الغارات الجوية الأمريكية، مضيفا أن السعودية تقدمت على صعيد المواجهة مع التنظيم، ولكنها تنظر إلى الصورة الأكبر في المنطقة، وتخشى أن يؤدي القضاء عليه إلى تقوية القوى الشيعية.
وقال جونا بلانك، كبير محللي العلوم السياسية لدى مؤسسة راند للأبحاث، في مقابلة مع CNN، حول سبب إشارة الرئيس باراك أوباما إلى أن تدمير داعش قد يستغرق فترة زمنية تتجاوز ولايته: “داعش هو الوحش الجديد في عالم الإرهاب، وهي المرة الأولى من عقود، بل ربما قرون، يتمكن فيها تنظيم لديه هذا النوع من الأيديولوجيا المتطرقة من السيطرة على مساحات مماثلة من الأرض.”
وتابع بلانك شرح وجهة نظره بالقول: “لدى داعش قدرة كبيرة على التحرك، فإذا تعرض لضغط في العراق فر إلى سوريا وإذا تعرض للضغط في سوريا انتقل للعراق، وإذا شعر بالتهديد في البلدين فيمكن له الانتقال إلى تركيا أو السعودية أو الأردن أو لبنان، وبالتالي فإن كل من يتوقع أن مهمة تدمير داعش ستكون سهلة سيصاب بخيبة أمل كبيرة.”
وحول هوية الدولة التي قد تساعد أمريكا في العمليات العسكرية ضد داعش قال بلانك: “لدينا التزام من الدول الأوروبية، وكذلك استراليا، ولكن أمريكا ترغب بشدة بالحصول على دعم من الدول السنيّة في المنطقة، وخاصة السعودية وقطر وتركيا والإمارات، فهذه الدول لم تتقدم نحو هذا الصراع بما فيه الكفاية، رغم أن كل دولة لديها تحدياتها الخاصة.”
ولفت المحلل السياسي الأمريكي إلى أن السعودية على المستوى الأيديولوجي “تقدمت في المواجهة مع داعش،” مضيفا: “كان هناك موقف واضح من مفتي المملكة الذي وصف التنظيم بأنه معاد للإسلام، وهذا أمر شديد الأهمية، بل إنه يفوق من حيث الأهمية الغارات الجوية.”
ولكنه استطرد بالإشارة إلى أن لدى السعودية اعتبارات أخرها تضعها أمام ناظريها قائلا: “السعودية ترى المعركة من وجهة نظر مغايرة لوجهة النظر الأمريكية، هي ترى الصورة الأكبر المتعلقة بالمواجهة الإسلامية بين السنة والشيعة ولديها قلق من أن يؤدي إضعاف داعش إلى تقوية القوى الشيعية التي ترى فيها العدو الأكبر لها.”