وضعت سياسات ولي العهد الجديد محمد بن سلمان المتهورة لا سيما ضد إيران المنطقة امام تحديات عسكرية كبيرة، قابلة للاشتعال في أي وقت.
تقرير عباس الزين
يمكن وصف خطوات وتصريحات ولي العهد الجديد محمد بن سلمان بالمراهقة السياسية، وهو الذي بدأ ولايته الجديدة بتصعيدٍ مع قطر، أصبح خارج سيطرته، كان أطلق تصريحات معادية لإيران تنمُّ عن سذاجة في السياسة الخارجية، وصلت إلى حدِّ التهديد بنقل معاركه إلى الداخل الإيراني، الأمر الذي استدعى ردًا ايرانيًا، عل مستوى تصريحات ابن سلمان غير المحسوبة.
ووجه الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني رسالة شديدة اللهجة لإبن سلمان، حرص فيها على التلميح بأن المنطقة “ليست مسرحًا لأي هفوات صبيانية سياسية”، واعتبر أن “بعض حديثي العهد بالسياسة والحكم قد خلقوا مشاكل للمنطقة”، مُعبّراً عن أمله أن “يعودوا إلى جادة الصواب، وأن يعلموا أن هذه المنطقة كبيرة ومُعقّدة”. وحذر الرئيس الإيراني، خلال اجتماعٍ للحكومة الإيرانية، من خطوات ضد بلاده، مشيراً إلى أن إيران “دولة قويّة لا يُمكن التحدّث معها بلهجة خاطئة”.
وصول إبن سلمان إلى ولاية عهد ابيه كان أمرًا متوقعًا منذ تعيينه وليًا لولي العهد، انطلاقًا من سياسة سلمان بن عبد العزيز في تجهيز الأرضية اللازمة سياسيًا وعسكريًا لوصول ابنه. صرّح مسؤول إيراني لموقع “مونيتور” الأميركي بأن التغييرات الأخيرة في القيادة السعودية لم تكن مفاجأة لإيران. وبحسب الموقع، فإن رؤية ولي العهد الجديد لإيران على أنها المشكلة الرئيس في المنطقة تثير قلق طهران.
دفعت كلمات بن سلمان القاسية ضد إيران وتهديده المفتوح في مايو/أيار 2017 بدخول المعركة إلى إيران، صناع القرار الإيرانيين إلى الرد من خلال تبني مواقف أقوى ضد الرياض، إذ ذكر ثاني مسؤول إيراني لـ”مونيتور” أن السعودية هي اليوم في “واحدة من أسوأ مراحلها”. وللمرة الأولى منذ عقود، تتعرض هذه المملكة للتهديد من الداخل، فإنها تواجه بشكل خطير أزمة القيادة. لا يمكن أن يحكم الأمم مغامرون عديمي الخبرة، وهذا هو الحال مع ولي العهد الجديد.