الجيش السوري في درعا (صورة من الأرشيف)

إسرائيل تعمل لتمزيق اتفاق هامبورغ: لا وقف للنار جنوب سوريا

مع وصول الإدارة الأميركية إلى طريقٍ مسدودٍ في الملف السوري، تعقد واشنطن الامال على اتفاق هامبورغ القاضي بوقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وسط مؤشرات عن سعي إسرائيلي إلى إفشال الاتفاق.

تقرير عباس الزين

اتفاق الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبالتنسيق مع الأردن، على وقفٍ إطلاق النار بين القوات السورية والمجموعات المسلحة في محافظات درعا والقنطيرة والسويداء جنوب غربي سوريا بدأ الاحد 9 يوليو/تموز 2017 وهو جاء بعد أيامٍ من إعلان الجيش السوري وقف الأعمال القتالية في تلك المنطقة.

الإتفاق الذي أعلن عنه خلال اللقاء الأخير بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين، في مدينة هامبورغ الألمانية، هو في الأصل كان جزءأً من اتفاق أستانة الذي رعته روسيا تركيا وإيران في مايو/أيار 2017، وشمل حينها إلى جانب درعا والقنيطرة وأجزاء من محافظة إدلب اللاذقية، حماة، حلب، حمص والغوطة الشرقية.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أنّ اتفاق الهدنة في جنوب غربي سوريا “ليس ملزما لطهران”، معتبرًا ان الإتفاق “يمكن أن يكون مثمراً إذا تمت توسعته ليشمل أنحاء سوريا كافة، على أن يضم كل المنطقة التي تمت مناقشتها في محادثات أستانة”.

لا اختلافات جوهرية بين إتفاقي الأستانة وهامبورغ، يتحدث الاتفاقان عن وقفٍ لإطلاق النار في درعا والقنيطرة، إلا أن الوقت الذي كانت الإدارة الأميركية تعوّل عليه لتحصيل بعض المكتسبات في الجنوب الغربي لسوريا، نفد مع وصول طلائع قوات “الحشد الشعبي” العراقية الى الحدود السورية والتقائها بالقوات السورية، وهي الفترة التي فصلت بين الإتفاقين.

ولفت الصحافي والمحلل السياسي الأميركي مارك بروزونسكي الانتباه إلى أن اتفاق وقف النار الذي أُقر في قمة العشرين بين الروس والأميركيين “يؤكد حالة الإحباط التي وصل إليها ترامب في خصوص السياسة الخارجية لبلاده، وسعيه إلى شراء المزيد من الوقت من أجل الخروج من مأزق سياساته الشرق أوسطية بسبب فشل سياساته كافة اتجاه سوريا وعدم تحقيقه لأي أهداف حددها”.

واستبعدت الأوساط السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال الإسرائيلي استمرار اتفاق هامبورغ ونجاحه، وأشار عضو لجنة الأمن الخارجي في الكنيست الإسرائيلي كسانيا سفتلوفا إلى أن المنطقة الخاضعة للاتفاق لن تكون محصنة من هجمات الجيش السوري، وهو القادر على العمل في داخلها في أي وقتٍ، بما أن المجموعات المسلحة الموجودة هناك “متطرفة” بنظر الحكومة السورية.

واعتبر مراقبون إسرائيليون أن خلق هذه المناطق، خلافًا للمناطق العازلة التي تحدث عنها الرئيس ترامب قبل أشهر، سيساعد حكومة دمشق على إضعاف المسلحين، ومحاصرتهم وتقطيع أوصالهم، وفي النهاية السيطرة على معظم الأراضي السورية.