الولايات المتحدة ربما تضطّر للتغاضي عن تدخل سوريا في ضرب التنظيمات الإرهابية

السعودية / نبأ – بدأ بجدة اليوم الاجتماع الإقليمي الذي يضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزراء الخارجية في كل من مصر والعراق وتركيا والأردن ولبنان بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث موضوع الإرهاب في المنطقة والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته. ورأس الاجتماع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.

ويرى المحلل السياسي الدكتور عايد المانع في إتصال مع قناة “نبأ” الفضائية أنّ “المنطقة كلّها الآن تشعر بخطورة تنظيم داعش”، معتبراً أنّ “خطاب العاهل السعودي قبل مدّة عن أنّ داعش من الممكن أن تمتد إلى الدّول الأوروبيّة خلال شهر وإلى امريكا خلال شهرين يشير إلى هواجس المنطقة من هذا التنظيم الأصولي”.

ويرى المانع أن ” إجتياح داعش خلال أسبوع لثلث العراق وإستيلاءه على ثلث سوريا أيضاً خلال فترة وجيزة هي حقيقة ينبغي أن يُدرك بعناية”، موضحاً أنّ ذلك ليس “لأنّ التنظيم الإرهابي أفضل من غيره بالتكتيكات العسكرية وإنّما يملك هذا التنظيم الأيديولوجية الغريبة وبالتالي لا بد من دراسة هذا الوضع”.

وإعتبر المانع أنّ “المنطقة كلها تدرك أهمية العمل على تحجيم هذا التنظيم الذي يمثل خطر على أنظمة قائمة وفي نفس الوقت بالنسبة للشعوب هو ليس مرغوباً بالرغم من تعاطف البعض نتيجة كراهيته لأنظمته الحاليّة”،معتبراً أنّ “هذا التنظيم الإرهابي ليس بديلاً ديمقراطياً، إنّما هو تنظيم في الحقيقة يعيدنا إلى ما قبل الدول الحالية بكل مساوئها”.

وفيما يتعلق بعدم مشاركة دول معنية بالإرهاب كسوريا وإيران في الإجتماع قال المانع أنّه شخصياً لا يؤيد إستبعاد سوريا على وجه الخصوص، أمّا بالنسبة لإيران يحتمل منّاع وجود حساسيّة ما كونها دولة طابعها شيعي، مذكّراً بأنّ “الرئيس الأمريكي تحدث أكثر من مرّة عمّا أٍسماه تحالف سنّي” مفترضاً أنّه “ربّما لأن داعش تنظيم سني يريد أوباما أن يواجهه بنفس النموذج حتّى لا يكون للطائفية مكان”.

وإعتبر المانع أنّ “الولايات المتحدة ربما تضطّر للتغاضي عن تدخل سوريا في ضرب التنظيمات الإرهابية”، ولكن في المدى البعيد لا يستبعد المحلل السياسي “أنّه بعد القضاء على داعش قد يكون هناك ملاحقة لكل القوى الأصولية ثمّ الإطاحة بالنظام السوري وإستبداله بنظام أكثر قبولاً للدول الغربية”.

ويرى المانع أنّ “الولايات المتحدة لا تريد أ، تورط نفسها بالدخول البري إنما تريد من الآخرين أن يقدّموا قوّاتهم بريّة، وهي تقدم وحلفائها الغربيين دعم جوي وصاروخي وتكنولوجي ومخابراتي، وفيما بعد تبدأ بإرسال الخبراء والمدربين ثم تتورط بالعمليات العسكرية، وربما هذا لا يحدث في عهد أوباما”.

إعتبر المانع أنّ “التدخل قد يستمر إلى ما بعد أوباما، وإذا جاء جمهوريون على نمط جورج بوش لا يكون هناك تدخل مباشر وعلني وصريح لمطاردة كل هذه التنظيمات”.

ويرى المانع “أنّ الإتهامات الغربية للخليج بأنّه الممول والداعم للإرهاب هي إتهامات للمنطقة العربية ككل وهي إتهامات للثقافة العربية والإسلامية التي أنتجت هذه المجاميع”، موضحاً أنّ “الخليج كونه دول غنية أيضاً عدد لا يستهان فيه من المقاتلين الخارجيين وبالذات في سوريا والعراق هم من دول الخليج، وليسوا الأغلبية، لكن هم الذين لديهم القدرات المالية أو على الأقل لديهم القدرة على الحصول على التمويل”.

ويرى المانع أنّ “هؤلاء المقاتلين سيرجعون يوماً ما ليكونوا ضدّ حكوماتهم، وهنا لدينا تجربة في الماضي عندما تحولت القاعدة إلى وحش كاسر في السعودية”.