يبدو أن التوافق السعودي الإسرائيلي مستمر، من نشر ودعم الفكر الإرهابي وصولاً إلى تفتيت وتقسيم المنطقة، وهذا ما تجلّى بدعم استفتاء الانفصال الذي يجريه إقليم كردستان، ما يفتح الباب أمام تقسيم العراق وإنهاء وحدته.
تقرير بتول عبدون
بدأ العد التنازلي لحلول موعد إجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان في 25 سبتمبر/أيلول 2017 في ظل ترحيب إسرائيلي وسعودي.
يأتي توقيت الاستفتاء في ظل استعداد سعودي وإماراتي وأردني لتقديم مساعدات إلى إقليم كردستان في حال الانفصال وإنشاء قاعدة عسكرية في أربيل ودهوك، بحسب مصدر كردي مطلع، بهدف بناء قوة عسكرية لاعتراض إيران وتركيا.
وأشارت مصادر إلى أن تأييد الدول الثلاث هو للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة في الإقليم وخاصة في مجال الطاقة، كما أن السيطرة الاقتصادية تمهد إلى التبعية السياسية وصولاً إلى تقوية النزعات الانفصالية للأكراد في دول المنطقة وتأجيجها تبعاً لأجندات مسبقة.
المستشار السابق للملك سلمان والمسؤول السابق في وكالة الإستخبارات السعودية أنور عشقي كان قد أعلن في ديسمبر/ كانون الأول 2016، خلال حديثه عن ضرورة تشكيل دولة كردية موحدة في المنطقة، بأن السعودية تنوي تشكيل تحالفات وتيارات إقليمية جديدة ستتعرض لها المنطقة بأكملها.
وأفادت معلومات بوجود إتفاقات ثنائية بين الرياض وأربيل في المجال الأمني والاستخباراتي، مشيرة إلى وجود مئات العسكريين السعوديين والإماراتيين والأردنيين في مدن مثل أربيل ودهوك تحت غطاء مستشارين عسكريين ومدربين لقوات “البشمركة”.
واعتبر مراقبون أن الدعم الإماراتي والسعودي للاستفتاء هو أيضاً يعود إلى مناهضة تركيا ودورها الداعم لقطر والمعارض لهما في ما يتعلق بالأزمة القطرية ومجرياتها. من جهته، يدعم الاحتلال الإسرائيلي الانفصال لأن هدف الأساس هو تفتيت المنطقة وتشتيتها إلى كيانات لإنهاء القضية الفلسطينية وصولاً إلى تهويد القدس.
وقد أعلنت إيران وتركيا معارضتهما للانفصال، ما يجعل الإقليم معزولاً من جيرانه، فإذا قررت تركيا منع تصدير النفط الكردي، لن يكون لأربيل أي مصدر آخر للثروة. أما الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، يبدون معارضتهم للانفصال باعتبار أن الظروف الحالية لا تسمح بذلك، في حين أن الحكومة المركزية في بغداد، ترفض الاستفتاء بوصفه يمهد لتقسيم العراق.
يُذكر أن إقليم كردستان يفتقد إلى مقومات الحياة ويعاني من أزمة سياسية كبيرة في داخله.