تبالغ دول الخليج في تقدير نفوذها داخل الولايات المتحدة، فعلى الرغم من الأموال الطائلة التي تدفعها لهذا البلد غير أن الرأي السائد في واشنطن هو أنّه لا يوجد حلفاء مثاليون ولا دائمون.
تقرير ابراهيم العربي
تمويل سخي تتبرع به دول الخليج للمؤسسات الأميركية، يتنافس عليه كل من قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين وعدد من البلدان الأخرى من جهة أخرى.
ليست قطر على وفاقٍ تام مع باقي دول الخليج. بعد ما يسمى بالربيع العربي. اختلفت توجّهات قطر في إعادة تشكيل الشرق الأوسط عن جيرانها. ومن ثمّ أدركت بقية دول الخليج سريعاً أنّ عليها مجابهة النفوذ القطري في الولايات المتّحدة، إن كان لها أن تجابهه على أرضها.
بدأت قطر تلعب دورها بصمتٍ في واشنطن لتنفق ببذخٍ، بهدف تكوين لوبي قطري قوي، كذلك بدأت السعودية والإمارات في التبرّع بسخاء للمعاهد البحثية وخلايا التفكير للهدف ذاته.
في ظل الأزمة القطرية مع محيطها ومع دخول محاولة عزل القطريين أسبوعها السابع، وصلت ذروة نشاط جماعات الضغط. وقد ذهب العديد من المسؤولين السعوديين والإماراتيين والقطريين إلى واشنطن مؤخراً لإقناع المسؤولين الأميركيين بعدالة قضيتهم.
غير أن تشكيل كل فريق للوبي خاص به لم يعط نتيجة سوى الربح الذي غنمته تلك المؤسسات والمراكز الأميركية من أموال الخليج، والتي انقسمت بين مؤيد لقطر وآخر داعم للسعودية والإمارات، كلٌ يعمل بحسب ما يجني من أموال.
وأما الإعتقاد بأن ما تدفعه تلك الدول داخل الولايات المتحدة سيؤدي إلى انحياز الأخيرة إلى صفه، فليس أدل على خطأ تلك النظرية سوى الموقف المزدوج لواشنطن من قطر تارة، تهاجمها وتارة اخرى تدافع عنها، والثابت الأصيل، أنه ليست هنالك دبلوماسية قوة ناعمة مؤثرة تمتلكها هذه الدول، والقوة الخشنة (العسكرية) تظهر فقط من خلال صفقات الأسلحة الخيالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.