يبدو أن العلاقات الأميركية التركية المتوترة تأخذ منحا تصاعديا مع كشف "وكالة الأناضول" التركية الحكومية معلومات سرية حول مواقع وجود القواعد الأمريكية في سوريا.
تقرير: بتول عبدون
الغضب التركي من دعم الولايات المتحدة للمجموعات الكردية في سوريا تجلى اليوم بأبهى صوره، مع نشر "وكالة الأناضول" التركية تقريرا خاصا أشارت فيه إلى استمرار القوات الأمريكية منذ العام 2015، بتوسيع وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لتحالف قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري.
الوكالة كشفت عن إن الولايات المتحدة أقامت قاعدتين جويتين الأولى في منطقة رميلان بمحافظة الحسكة والثانية في بلدة خراب عشق جنوب غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب، فضلا عن ثلاثة مواقع عسكرية في الحسكة، ومركزين لقيادة العمليات في كل مدينة منبج والرقة الشمالية وموقعاً عسكرياً كبيراً في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب.
الوكالة التركية الحكومية أشارت إلى أن مثل هذه القواعد الميدانية يجري دائما إخفاؤها بصورة جيدة لأسباب أمنية، مما يصعب تحديد مواقع وجودها. فالقوات الأمريكية، وبغرض ضمان أمنها تعلن ما يسمى بالأراضي المحظورة في محيطها ولكن تركيا على مايبدو مصرة على كشفها وإثارة غضب الأميركيين.
ولم تكتف "الأناضول" بذلك بل نشرت أيضا أنواع المعدات العسكرية الموجودة في هذه المواقع، إضافة إلى الكشف عن نوع الضباط العسكريين ومهامهم في هذه القواعد.
ووفقا للوكالة التركية، فإن هناك 200 جندي أميركي و75 جنديا فرنسيا من القوات الخاصة منتشرين في موقع متقدم يقع شمال الرقة على بعد 30 كيلومترا من المدينة التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
نشر هذه المعلومات السرية يعتبر إشارة جديدة إلى استياء السلطات التركية من السياسات الأمريكية في سوريا لا سيما اعتمادها في القتال ضد داعش على القوات الكردية في البلاد.
من جهتها أعربت الولايات المتحدة عن غضبها بعد كشف "وكالة أنباء الأناضول" الحكومية التركية مواقع تتمركز فيها قواتها الخاصة محذرة من أن هذه الخطوة تعرض سلامة الجنود للخطر.
في سياق متصل أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قررت إنهاء برنامجها لدعم المجموعات المسلحة السورية التي تقاتل الجيش السوري، لأن أثره كان محدودا، على حد تعبيرها.